في إطار نشاطات منظمات ومبادرات لمعلمين المخلدة لذكرى الاستقلال الوطني نظمت المنسقية العامة لحراك لمعلمين التي تضم "مبادرة لمعلمين لمقاومة التهميش" برئاسة الشيخ ولد بيبّ ومنظمة "عدل للأخوة والمساواة" برئاسة محمد فال ولد بومبيرد، ومنظمة "تأطير الصناع التقليديين" برئاسة الأستاذ النهاه ولد يوكات، ندوة بالمناسبة، تنوه بدور لمعلمين في المجتمع الموريتاني (المقاومة نموذجا) ، افتتحت بكلمة للمنسق العام لحراك لمعلمين الأستاذ احمودي ولد الصديق، وأنعشها كل من الأستاذة: السفير الدبلوماسي محمد سعيد ولد همدي، والأستاذ محمد الامين ولد الكتَّاب، و أستاذ علم الاجتماعي الدكتور أحمدو ولد حبيبي.
الندوة افتتحت بكلمة للمنسق العام لحراك لمعلمين الأستاذ احمودي ولد الصديق نوه فيها بالدور المحوري الذي لعبه لمعلم في المجتمع الموريتاني لا تكفيه مطلقا محاضرات ولا مجلدات لتقف عليه كله أو حتى جله، ولكن لو أنصف الدهر لكان هذا التاريخ المشرف متبعثرا ومتناثرا في كتب التاريخ الحديث.. فمن الغريب يضيف ولد الصديق أن أكثر من خمسين كتابا من كتب التاريخ الحديث التي صدرت من دور نشر مختلفة ابتداءا من كتاب المنارة والرباط للخليل النحوي الصارد عن المنظمة العربية للثقافة عام 1987 وانتهاءا بمظاهر المشاركة السياسية لمحمد الأمين ولد سيدي باب الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في سبتمبر عام 2005 وما بينهما من مؤلفات متعددة لم تتطرق ولو في فصل واحد للدور المحوري أوحتى الجزئي للمعلمين رغم أنها تعرضت لكل الإثنيات وكل الشرائح.
و يؤكد المنسق إن مثل لمعلمين كمثل قطر الندي ينفضه جيد الزهر كل صباح من ظهر الوردة ومع ذالك تظل القطرات متمسكة إلى آخر رمق فتتساقط في السفح بلا حول ولا قوة..
وكانت بإدارة رئيس منظمة "عدل للأخوة والمساواة" الأستاذ محمد فال ولد بومبيرد.
بعد كلمة الافتتاح تناولت الندوة وضعية شريحة لمعلمين وعلاقتها بالمجتمع الموريتاني في محور للأستاذ محمد الامين ولد الكتّاب، الذي أكد على ضرورة صدق النوايا في مؤازرة هذه الشريحة المغبونة، وأرجع وضعيتها الاجتماعية التي عانت منها ردحا من الزمن - وتسعى الآن للوقوف في إعادة إنتاجها - أنها في جوهرها ظاهرة سوسيو ثقافية ذات أبعاد مختلفة وتجليات متعددة.
وأنه بالرغم مما عانوا منه من تشويه فإنهم شاركوا في تحصيل العلوم والمعارف وكان لهم ضلع كبير في ذلك. هذا فضلا عن أن بلورة وإنتاج جزء كبير من تراث البلد يعود فيه الفضل لهم. وختم كلمته بضرورة تضافر جهود جميع الفاعلين من أجل العمل على إعطاء هذه الشريحة عناية أكبر ودمجها في الاقتصاد الوطني على النحو المطلوب.
كما نوه بوثيقة لمعلمين المطلبية التي صدرت عن المنسقية يوليو الماضي والتي شخصت الحالة المجتمعية للشريحة وطرحت حلولها المناسبة. و حض على ضرورة استدراج أصحاب النوايا الحسنة عن طريق التحسيس الهادئ المتزن ومخاطبة الضمائر الحية بما يلزم من حكمة وحرص كامل على تجنب الغلو والشطط، لضرورة مشاركة حملة الهم العام بصرف النظم عن مشاربهم، لأن المصلحة العليا تتطلب ذلك.
السفير السابق والدبلوماسي محمد سعيد ولد همدي، تعرض في مداخلته لإسهام شريحة لمعلمين التراثي والتاريخي، وتحدث عن ضرورة تجاوز العقدة النفسية التي زرعت في شريحة لمعلمين والاعتزاز باسمهم الشريف، حيث أنهم يشتركون مهنتهم مع الأنبياء والصحابة الكرام. كما قال بأن تخوّف الإعلام الوطني أو الرأي العام من المطالب الفئوية غير وارد، فهي حالة صحية لا بد منها لتجاوز عقبات الماضي، ولا تعارض بين الافتخار للانتماء لموريتانيا الوطن والاعتزاز بالانتماء الفئوي. أما المحور الثالث فقد كان عن الجوانب السوسيولوجية والآثار النفسية الناتجة عن الخرافات المنسوجة حول الشريحة، وقد طرق هذا الموضوع أستاذ علم الاجتماع الدكتور أحمدو ولد حبيبي حيث قال بأن المركزية الثقافية طاردة حتى ولو كانت عالمة، أو منتجة. وأرى أن الجميع مطالبون بإعادة صياغة الذاكرة الوطنية والمفاهيم المجتمعية التي تكرس هذه النظرة الدونية لدى هذه المجموعة أو تلك. ودعا لضرورة عصيان اجتماعي ومقاطعة للحرف المهنية من طرف لمعلمين حيث أن النظرة التي يعانون منها مرتبطة بالمهنة !
و قد أدار الندوة رئيس منظمة "عدل للأخوة والمساواة" الأستاذ محمد فال ولد بومبيرد.
عرفت الندوة حضور ضيوف من بينهم النائب محمد المصطفى ولد بدر الدين، ورئيس جمعية المسرحيين الموريتانيين التقي ولد عبد الحي، ورئيسة حزب المستقبل بنت محمد الحسين، ورئيس مكتب الفنانين الموريتانيين ابراهيم ولد اعلي ولفيف من الأدباء والشعراء وجمهور غفير.