كتارا و الهدوء العنيف ! ؟ !/ المصطفى ولد سيدي

جمعة, 2020-05-01 23:25

اطبتني مناظر خلابة بسحر جمالها، و اتساق مفرداتها، على تباين أشكالها و وظائفها، بدء بساحاتها الخضراء، بأزهارها الفواحة و أشجارها الوارفة الظلال، مع نسيم وسمي أعلتة لطافة تطاير رذاذ أمواج البحر نصف الهادئة، مع روح ملطف من نوافيرها المتقاربة ،و مرتادوها يودعون الشمس الآئلة للمغيب مخلفة وراءها أفقا فيروزيا تصٌاف فيه أسراب من شتى الألوان و الأنواع من الطيور المهاجرة مثلي، طردها جو الصقيع في الشمال لتيمم أجواء البحار الدافئة في وسط المعمورة مع نهاية فصل الربيع .

هذه الساحات الخضراء تتفيأ رحابة الساحل الممتد و النظيف هذا من جهة، و في الجهة الأخرى هي تشكل إطلالة لساكنة أبراج تطاول الغمام و بأشكال فتانة هي ذروة سنام ما أبدعته عبقرية الهندسة المدنية للقرن الحادي و العشرين، تزدحم أفنيتها بمحال صيحات الموضة المشعة ببريق أخاذ وقاد ،لكل تحفة منها قصة مع اليد الصٌناع التي تلطفت في جمالية الشكل، و ذوقية المعنى، مع الحفاظ على الخصوصية الثقافية للبلد المستهدف، و ومضة بلد المنشأ، ولم لا ؟!!

فكتارا أيقونة الحداثة المسؤولة فهي مصطرع الإبداع و الإنتاج المادي و اللا مادي العالمي، تتسابق الماركات العالمية على إشباع فضول ساكنتها ذوقا ووفرة، فكان التوريد وقفا على إبدعات فنيين تحنثوا في محاريب الذوق بتراتيل الإبداع الواعي لميكانيزمات المنافسة و شروط التفوق، ممراتها تعبق بأريج العطور النفاذة و عبير الطيب، و روائح العطارين الطيارة، و نكهات سوق البازار التقليدي ،و المؤنق بقسمات التاريخ المصطف اصطفاف التطور الطبيعي، دون أن أنسى المساجد و القباب عالية الطراز غائية الرسالة، كما المسارح و دور الثقافة بألقها و تعدد مناشطها العلمية والمعرفية. وعلى طول الساحل تتكسر الأمواج نصف الثائرة على صفوف متراصة من اليخوت مختلفة الأحجام و الأشكال، تطبعها الفخامة و الفرادة، أبهتها تتأبى الجموح حيث ما شطح الخيال الرفاهي!!

هذا بعض مما أصبت به من هوى الأمكنة، وربما في الجعبة الكثير مع قابل الأيام إن نسئ في الأجل.

.....يتواصل

الفخامه