فضيلة الفقيه الدكتور محمد المصطفى ولد الشيخ الشيباني، حائز على بكالوريوس في الشريعة من فرع جامعة الإمام محمد بن سعود بدولة الإمارات العربية المتحدة نالها سنة 1998، وعلى ماجستير في الشريعة أيضا من جامعة اليرموك بالمملكة الأردنية الهاشمية سنة 2015.. طالب في سنة التخرج، يقدم الدكتوراه في الدراسات الإسلامية في المملكة المتحدة.. عمل إماما وخطيبا في دولة قطر مدة ثمان سنوات.
حاورته وكالة "موريتانيا اليوم" من بريطانيا حول مضمون إحياء الشهر الفضيل تحت عنوان "دعوة للتدبر في شهر رمضان" .
انطلق المحاضر من حقيقة ارتباط شهر رمضان بنزول القرآن الكريم؛ فقد اختار الله سبحانه وتعالى هذا الشهر الكريم ميقاتا زمانيا يتجدد بذكرى نزول القرآن الذي غير البشرية وفتح لها عهدا جديدا يحتل فيه الإنسان مكانته بعمله الصالح مجردا عن انتمائه العرقي أو الفئوي أو غير ذلك من الصفات التي كانت تكبل الإنسانية قبل الإسلام.
في رمضان ذكرى يستشعر فيها المسلم نعمة الإسلام ويربط نفسه بالقرآن الذي هو خطاب إلهي مقدس للبشرية جمعاء انزل على أفضل رسول به ارتقت البشرية من درك الأنانية والسهوانية إلى مرحلة النضج والارتقاء على أشكال الظلم والتميز.
وأضاف الفقيه، في حديثه لمندوبنا، أنه تم بهذا القرآن تشكل مجتمع بشري صهر كل الأعراق والألوان والأجناس.. فهو كتاب جدير بالتدبر والتأمل في جميع المناسبات استحضارا لعظمة الدين وشكرا للخالق الذي اصطفى لنا خير رسول ختم به الوحي السماوي إيذانا لكمال النضج البشري، وجعلنا خير أمة تلقت الوحي فأدته لغيرها من الأمم.
وتطرق فضيلة الدكتور إلى أن القرآن كله دعوة للتدبر والتأمل في معانيه وأسلوبه الحواري تطرق المحاضر في حديثه عن التدبر المطلوب في القرآن إلي أن القرآن كله دعوة للتدبر والتأمل في معانيه و أسلوبه الحواري الذي يحرك العقول ويحفزها لأن تتفاعل معه و تحاوره في ضوء واقعها اليومي.
و لا يحتاح تدبر القرآن لكبير تعمق في علوم اللغة فمن يستطيع فهم اللغة العربية يمكنه أن يستنطق منه ويستنبط مستعينا بسؤال العلماء الراسخين أو قراءة كتب التفاسير .
والخلاصة يقول المحاضر أن القرآن يعلمنا منهجية المساءلة المعرفية والقراءة الواعية التي يسجل فيها القارئ الأسئلة التي يطرحها النص من نفسه و تثير لدي القارئ إشكالات تحتاج التأمل والتفكير ذلك هو ما يعنيه التدبر المطلوب بالقرآن في شهر القرآن .
ليصل المحاضر إلي أن الإقبال علي قراة القرآن في رمضان نعمة يثاب عليها لكن ذلك لا يكفي وحده دون القراءة المتدبرة المستنتجة التي تفتح لصاحبها كنوز القرٱن وتجعله يعيش وقائعه وقصصه و يأخذ العبر من السنن الكونية و أسباب هلاك الأمم و ازدهار الحضارات فيتخلق بالقرآن ويتمثله واقعا محسوسا في حياته اليومية تلك هي ميزة التدبر والفرق بينها و القراءة العادية .
فالقرآن موعظة تمس شغاف القلب فتهديه .
بعد العرض فتح المحاضر الباب لمداخلات وأسئلة المتابعين التي كانت تتوزع بين الفقه و التفسير وتتلخص أغلبها في التساؤل حول الفروق بين ألفاظ قرآنية كالتدبر و التأمل . و الصيام. والصوم و و مكانة البسملة في آي الذكر .
اذ اعتبر المحاضر أن التدبر لفظ قرآني وهو سؤال عن الخلفيات والمآلات والتأمل للتحليل
أما الصوم والصيام فذهب بعض الباحثين لاتحادهما في المعني وذهب آخرون إلي أحدهما عبادة الصيام والآخر الصمت الصوم ..
و من الأسئلة التي طرحت علي المحاضر عن النية في حديث إنما الأعمال التي أجاب عنها أن الإخلاص المحدد للعمل و عن البسملة كونها آية من القرآن أو غير آية ليصل إلي أن الجمهور أن البسملة آية لكنها ليست من الفاتحة لأن السبع تكمل دونها . وذهب الشافعية إلي أنها آية من الفاتحة و أن السبع لا تكمل دونها