في إطار إحياء اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي صادف يوم الثالث من الشهر الجاري؛ أجرت وكالة "موريتانيا اليوم" الإخبارية حوارا مع رئيس اتحاد المواقع الإلكترونية العميد والكاتب الصحفي المخضرم محمد عالي ولد العبادي؛ المدير الناشر لوكالة "المستقبل" للأعلام ولاتصال، تطرق فيه لواقع الحقل الصحفي في موريتانيا وآفاق إصلاحه وتمهينه وتطوير أداء ممارسة مهنة المتاعب في البلد.
استهل ولد العبادي حديثه بالتعبير عن أصظق التهاني واطيب الاماني لكافة الصحفيين والصحفيات في موريتانيا وعبر العالم بمناسبة الثالث مايو؛ اليوم العالمي لحرية الصحافة؛ مبرزا أهمية الدور المحوري الذي تضطلع به وسائل الإعلام في خلق راي عام وطني واع وناصح ومسؤول، وكذا في تنوير العامة وتثقيفهم من خلال ما تقدم من معلومات وتفاصيل تشمل كافة مناحي الحياة السياسية، و الاقتصادية، و الثقافية والاجتماعية.
وتحدث رئيس اتحاد المواقع الإلكترونية، خلال هذا الحوار الحصري، عن دور الصحافة الاستثنائي والرائد في المرحلة التي تمر بها البشرية حاليا والمتسمة بتفشي جائحة "كورونا" العالمية غير المسبوقة؛ محذرا من خطورة نشر وتداول الأخبار الكاذبة بهذا الخصوص وداعيا إلى ضرورة خلق وسائط إعلامية ذات مصداقية تقوم على المهنية والاحترافية، علما بأن تطبيقات "فيسبوك" و"واتساب" غير محصنة ضد الشائعات والمعلومات المغلوطة والتضليلية.
واعتبر ولد العبادي أن هذه الإشكالية بالذات هي ما تسبب في إثارة الجدل المحتدم حاليا بين الإعلاميين بخصوص ما بات يعرف بصحافة المواطن أو إعلام التدوين؛ داعيا إلى ضرورة التقيد بقواعد التحقق قبل نشر أي خبر وتوخي كامل الحيطة لتجنب الانزلاق وراء الشائعة التي قد تكون هيكل رفيعا يوصل للخبر لكنها لا يمكن أن تكون خبرا في حد ذاتها.
وأكد العميد أن الصحفي في زمن انتشار الكوارث، كما هو الحال اليوم في ظل جائحة "كورونا"، يتوجب عليه أن لا ينشر أي معلومة قبل التحقق من صدقيتها لدى المصادر الرسمية المعنية، مثل وزارة الصحة والمصالح التابعة لها.
وتطرق ولد العبادي، في معرض حديثه عن واقع الصحافة في موريتانيا ونقص المهنية لدى معظم ممارسيها، لتبيان الأجناس الصحفية وأهمية الفصل بين الخبر والتحليل وبين التحقيق والمقال، وبين المقابلة والإيجاز الصحفي؛ مبرزا أن غالبية الصحفيين في موريتانيا ينتهجون أساليب مغايرة لقواعد العمل الصحفي المهني المتعارف عليها عالميا.
واعرب عن أمله في تطوير الحقل الصحفي وتمهينه؛ خصوصا في ضوء تعهد رئيس الجمهورية بالعمل على تحقيق ذلك من خلال التشاور بين القطاعات الحكومية المختصة وبين الهيئات الصحفية في البلد، ضمن تهنئته الصحفيين بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.
وبين رئيس اتحاد المواقع الإلكترونية في موريتانيا كيف أن ظروف ظهور حائحة "كورونا" حالت هذه السنة دون تخليد هذا اليوم العالمي من خلال تنظيم التظاهرات الاحتفالية المعتادة؛ مبرزا أن ثلاثا من أبرز الهيئات الصحفية في البلد ارتات تقديم عريضة مطلبية مشتركة تم تسليمها للوزارة الوصية؛ منوها بالروح الإيجابية التي عبر لهم عنها الوزير ونقله التزام رئيس الجمهورية بدعم الصحافة وتثمينه لدورها الإيجابي الفاعل في التصدي لجائحة "كورونا".
وشدد ولد العبادي على ضرورة بروز إعلام وطني جاد في ظل الظروف التي يمر بها العالم اليوم؛ مؤكدا على أهمية خلق إعلام توجيهي بمنع التضليل ويحارب الشائعات ويحصن المجتمع من الاختراق المدمر.