موريتانيا اليوم : تحاور الدكتور محمد محمود ولد الطلبة حول أحكام فقه الصوم (مقابلة)

في إطار حواراتها مع العلماء والأئمة وفقهاء الشريعة حول أحكام الصوم في شهر رمضان المبارك، أجرت وكالة "موريتانيا اليوم" مقابلة عبر تطبيق الواتساب مع فضيلة الشيخ الدكتور محمد محمود ولد جلال ولد الطلبة؛ وهو إمام وخطيب موريتاني بارز في دولة الكويت، وباحث في العلوم الشرعية بوزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية بهذا البلد الخليجي الشقيق، وعضو بالهيئة العلمية المحكمة لدى مؤسسة "نور" للبحوث والدراسات العلمية بجامعة محمد الخامس المغربية.

وفي معرض رده على مجمل التساؤلات المرتبطة بموضوع الحوار، اختار فضيلة الضيف الكريم توزيع الموضوع بين تسعة محاور تفصيلية تمثلت في:

. المفهوم اللغوي والشرعي للصوم

. حقيقة رمضان

. تاريخ فرض صومه

. تشريع الصوم

. الحكمة من الصوم

. أسباب فرض الصوم

. إثبات رؤية الشهر

. أسباب الفطر

استهل فضيلة الدكتور حديثه بتأسيس تناوله لهذه المحاور التسعة على الآية الكريمة { يَـأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}؛ قبل أن يسترسل في تعريف مصطلح الصوم مستشهدا بورودها في أشعار العرب بمعنى مطلق الإمساك كما في قول النابغة ”خيل صيام وخيل غير صائمة"... أما المقصود بالصوم المفروض فهو صوم مخصوص في زمن مخصوص أي الصوم في رمضان، وهو اسم زمان من الرمضاء التي تعني شدة الحر.

وأضاف فضيلة الدكتور ولد الطلبة أن الصوم كان موجودا عند الأمم السابقة مثل صوم عاشوراء، وقد اختلف العلماء حول القدر المفروض هل هو عاشوراء ام ثلاثة أيام من كل شهر.

ولما عرض صوم رمضان تم ذلك على ثلاث مراحل فيها مشقة فجاء التخفيف والتخيير، وهي عدم إباحة المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهذا ما استقر عليه بعد أن كان من غلبه النوم لا يخل له تناول المفطرات وهو ما تمت الإشارة إليه في الآية {علم الله انكم كنتم تختانون أنفسكم}.

وأضاف المحاور أن للصوم حكمة جامعة هي مخالفة الهوى ، فالصوم مدرسة عظيمة ينتصر فيها الإنسان على النوازع الشيطانية، ويقترب من الملائكة ويتقوى إحساسه الإنساني الاجتماعي فيحس بأنات المحرومين والضعفاء ليتعزز التكافل داخل المجتمع...

وتعتري الصوم أحكام الشرع الخمسة من الواجب للمستحب و المباح والمكروه والحرام.

وأشفع فضيلة الدكتور حديثه بتبيان أسباب المفطرات وموجبات القضاء والكفارة، مبرزا أن القاعدة في كل ذلك هي التيسير ورفع الحرج ودفع المشقة بحيث كلما وجدت المشقة جاء التيسير وجاز الفطر ليتم القضاء بأيام أخر بالنسبة للمريض والمسافر، وغير ذلك  انتهاك لخصوصية وحرمة الشهر موجب للكفارة والقضاء، بتاويل بعيد أو قريب كما بين الفقهاء