أطلق السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بصفته رئيسا لقسم الشؤون الإنسانية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للمنظمة الدولية، “نداء للعمل من أجل دعم الاستجابة الإنسانية في مكافحة وباء كوفيد-19”.
وحصل هذا النداء الإنساني الذي أطلق من نيويورك، على دعم قياسي من 171 دولة تمثل جميع المجموعات الإقليمية، أي حوالي 90 % من أعضاء الأمم المتحدة.
ويتعلق الأمر بإنجاز دبلوماسي للمغرب استطاع من خلاله توحيد الغالبية العظمى لأعضاء الأمم المتحدة من جميع القارات وعلى جميع مستويات التنمية، للتعامل مع الآثار الوخيمة لهذا الوباء على العمل الإنساني وعلى الناس الذين يعيشون أزمات إنسانية.
ووجه السفير هلال هذا النداء في ختام أشغال قسم الشؤون الإنسانية في المجلس الاقتصادي والاجتماعي، مصحوبا بقائمة الدول الـ 171 التي دعمته، إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ورئيس الجمعية العامة تيجاني محمد باندي.
وخلال تقديمه لهذا النداء، أكد السفير هلال على أنه يأتي في وقت حرج، حيث تتزايد الاحتياجات الإنسانية المرتبطة بكوفيد 19 بشكل كبير، ويتعين على العديد من البلدان، ولا سيما الأكثر فقرا والتي تعيش أزمات إنسانية، الاستعداد لتفاقم التداعيات.
وقال الدبلوماسي المغربي إن الأمر لا يتعلق بمجرد وثيقة بشأن وباء كوفيد 19، بل بـ”دعوة للعمل، لأن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك الآن”.
وتحقيقا لهذه الغاية، أوضح السفير هلال أن النداء يؤكد على ضرورة الالتزام “بالعمل العاجل والتصميم على الاستجابة لهذه الأزمة” و”اتخاذ تدابير آنية لتلبية الاحتياجات الإنسانية ومنع وتخفيف الآثار الإنسانية المدمرة لهذا الوباء”، مع التأكيد على الحاجة إلى “استجابة عالمية منسقة تقوم على الوحدة والتضامن والتعاون الدولي والتعددية الفعالة”.
وفي هذا السياق، حرص الدبلوماسي المغربي على التنويه بالالتزام والقيادة الراسخين للأمين العام للأمم المتحدة في مكافحة وباء كوفيد 19، ولا سيما دعوته لوقف إطلاق النار على الصعيد العالمي بشكل فوري، والذي حظي بدعم واسع من قبل الدول الأعضاء، وكذلك الأمر بالنسبة لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية.
ويقترح النداء الذي أطلقه المغرب سلسلة من الإجراءات الملموسة والعملياتية الضرورية لمواجهة التحديات التي يطرحها هذا الوباء، كما يحث على اتخاذ تدابير عملية من قبيل تيسير وصول وعبور ونقل المساعدات الإنسانية والعاملين في المجال الطبي والمعدات الطبية والصحية، التي بدونها ستتفاقم المعاناة الإنسانية، والخسائر في الأرواح وستتزايد احتياجات الناس المتضررين.
ويعالج النداء الإنساني أيضا، قضية المضاربة والتخزين اللذين يمكن أن يعرقلا الوصول إلى الأدوية الأساسية واللقاحات ومعدات الوقاية الشخصية والمعدات الطبية الآمنة والفعالة والمنخفضة التكلفة، بالإضافة إلى الإمدادات والمعدات الإنسانية الأخرى.
ويدعو أيضا، إلى الولوج الشامل والسريع والمنصف والتوزيع العادل لجميع التكنولوجيات والمنتجات الصحية الأساسية، كما أنه يهدف إلى مكافحة الآثار الإنسانية لانعدام الأمن الغذائي العالمي الحاد الذي تفاقم بسبب غزو الجراد لبعض البلدان النامية.