خاص/موريتانيا اليوم..
اجتمع شمل المختار مع عائلته بعد حوالي ثلاثة أشهر قضاها عالقا على الضفة الجنوبية،داخل أراضي الجارة السنغال.
يذكر المختاركيف أنه غادر إلى دولة السنغال منتصف مارس الماضي،في مهمة خاطفة،لكن الرياح جرت بما لاتشتهيه السفن، ليجد نفسه،بين مآت العالقين،الذيم من بينهم العجزة والنساء والأطفال الصغار، غالبيتهم من المرضى وصغار التجار، وأصحاب مهام أخرى متنوعة.
انتقل المختار في رحلته هذه من تاجر بسيط، إلى متحدث باسم العالقين، يدير مجموعة على الواتساب،مزاوجا بين السياسة والصحافة، في جو لم يكن يضع في الحسبان أن ترمي به الأقدار إليه.
في الايام الأولى لغلق الحدود، بدأ المختار رفقة عدد من العالقين في تشكيل، لجنة تفاوض باسم العالقين، تتحدث باسمهم، وتتفقد أحوالهم،حيث عدد كبير من المرضى النساء والشيوخ والأطفال، الذين تقطعت بهم السبل،وأصبحوا يتسكعون على شوارع الضفة الجنوبية،بلا مأوى ولامعيل.
انتدب المختار متحدثا رسميا، وبدأ يزاول مهنته الجديدة، يغذي عدة مجموعات على الواتساب طيلة 24 ساعة، بجديد أخبار العالقين، ويستنجد الحكومة الموريتانية، التدخل، من أجل فتح الحدود، والسماح لهم بالعبور إلى أرض الوطن.
قضى المختار شهرا ونيفا، وهو يتوسل للحكومة، مستعينا بحالة المرضى التي بدأت تسوء، وكذا بعض العالقين الذين نفدت نقودهم،ولم يعد لديهم ما يؤمنون به قوت يومهم.
وفي هذا الإطار -يضيف المختار-وجهت نداء إلى الخيرين من أبناء الوطن،خصوصا الجالية في السينغال للتدخل من أجل إعانة إخوانهم، وتوفير سكن لائق، يأوون إليه،وينقذهم من الحالة التي ازدادت سوءا مع تقدم الأيام.
حصل المختار على إعانات مادية،وفر بها سكنا لائقا لبعض العالقين،كما وجد ضمانات بفتح الحدود في أسرع وقت للسماح لهم بالعبور.
مع زيادة أعداد الإصابات بكورونا في السنغال،يزداد إصرار الحكومة الموريتانية،على عدم فتح الحدود، خوفا من جلب المرض،ولذلك كانت القوات الأمنية تشدد رقابتها على الحدود، وهو ما جعل المختار في قبضتها، لدى أول محاولة تسلل عبر النهر، لتكلف به، ورفيقيه، دورية، رمتهم بعيدا في عمق الأراضي السنغالية.
قرر المختار الانتقال إلى سينلوي، وانتظار فتح الحدود بصفة رسمية، وذلك بعد أن سلبته خفر السواحل الموريتانية، هاتفه،وفقد كل اتصالاته، ومجموعاته الواتسابية، التي كان يتابع بها أخبار العالقين.
قبل أيام وصله الخبر المفرح بفتح الحدود، وبدأ يعد العدة للسفر إلى الضفة، ليلتقي من جديد بأصدقائه العالقين، الذين انقطعت عنهم أخباره، وقد استعادوا جميعا ذكريات الأيام الأولى لغلق الحدود، والليالي الصعبة التي عاشوها على الضفة.
اليوم وصل أحمد إلى أهله، بعد أن عبر الحدود وجاءت نتائج فحوصاته سالبة، ليأخذ استراحة محارب، ويبدأ في خوض معركة الحياة الطويلة، لكنه قرر أن يلج عالم السياسة،بعد تجربته التي يصفها بالناجحة، في إدارة بعض شؤون العالقين،عبر شبكة علاقات سياسية تحصل عليها إبان تلك الفترة.