أعلنت شركة أمريكية متخصصة في علوم الأعصاب، تابعلة للملياردير إيلون ماسك، عن اختراع ثوري، يهدف لدمج الذكاء الصناعي بدماغ الإنسان. وأعلنت شركة “نورالينك” أنها قد أتمت زرع شريحة كمبيوتر بحجم العملة المعدنية في دماغه منذ شهرين فيما يشير إلى خطوة مبكرة نحو تحقيق هدف علاج الأمراض التي تصيب الإنسان بزراعة نفس النوع من هذه الشرائح. وتهدف شركة نيورالينك الناشئة والتابعة للملياردير الأميركي إيلون إلى زراعة وصلات لاسلكية بين الدماغ والكمبيوتر تضم آلاف الأقطاب الكهربائية في أكثر عضو بشري تعقيدا للمساعدة في علاج حالات عصبية مثل مرض الزهايمر والخرف وإصابات الحبل الشوكي، بحسب رويترز. وقال ماسك أمس الجمعة “يمكن لجهاز تم زرعه أن يحل بشكل فعلي تلك المشكلات” مشيرا إلى أمراض مثل فقدان الذاكرة والسمع والاكتئاب والأرق”. وتحدث ماسك مرارًا وتكرارًا عن اعتقاده بأن أجهزة واجهة الدماغ والحاسوب ضرورية لمساعدة البشر على مواكبة الذكاء الصناعي من خلال تعزيز قدراتنا العقلية، لكن الهدف الآن أبسط بكثير، ويتمثل في إيجاد جهاز قابل للزرع يتيح للأشخاص التحكم في الهواتف أو أجهزة الحاسب بأذهانهم. وفي يوليو من العام الماضي، قال ماسك خلال عرض تقديمي لشركة نيورالينك إن الشركة تهدف إلى الحصول على الموافقة التنظيمية لزرع جهازها خلال تجارب بشرية بحلول نهاية هذا العام ذاته. ويبلغ قطر جهاز الاستشعار الخاص بشركة نيورالينك ثمانية مليمترات تقريبا أو أصغر من طرف الأصبع ويتم زرعه في الجمجمة وموصل بأسلاك صغيرة. وبمساعدة روبوت متطور يتم زرع خيوط مرنة أو أسلاك أدق من شعر الإنسان في المناطق المسؤولة عن وظائف الحركة والإحساس في الدماغ بينما يكون المتلقي تحت التخدير الموضعي فقط. وقال ماسك إنه يمكن إزالة هذا الجهاز. وقال خبراء علم الأعصاب إنه على الرغم من أن مهمة نيورالينك لقراءة وتحفيز نشاط الدماغ لدى البشر ممكنة، إلا أن الجدول الزمني للشركة يبدو مفرطًا في الطموح. وقال جرايم موفات، الباحث في علم الأعصاب بجامعة تورنتو: “سينبهر جدا الجميع في هذا المجال إذا أظهرت (نيورالينك) بالفعل بيانات من جهاز مزروع في الإنسان”. وتم زرع أجهزة صغيرة تحفز الأعصاب ومناطق الدماغ إلكترونيا لعلاج ضعف السمع ومرض الشلل الرعاش في البشر منذ عشرات السنين. وأجرى علماء الأعصاب أيضا تجارب زرع مخ على عدد صغير ممن فقدوا السيطرة على وظائف الجسم بسبب إصابات الحبل الشوكي أو حالات عصبية مثل الجلطات الدماغية. ويمكن للبشر في تلك التجارب التحكم في الأشياء الصغيرة، مثل لوحة مفاتيح الكمبيوتر أو مؤشر الماوس، ولكن لم يتمكنوا بعد من إكمال مهام أكثر تعقيدًا. ولاحظ العلماء أن معظم الأبحاث المتطورة الحالية في الوصلات بين الدماغ والكمبيوتر تُجرى على الحيوانات لأن تحديات السلامة وإجراءات الموافقة التنظيمية المطولة تمنع إجراء تجارب أكبر على البشر.