عودة السجال مجددا بين ولد إزيد بيه و ولد محم

اثنين, 2020-08-31 08:13

بعد رده على تدوينة سلفه في رئاسة الحزب الحاكم، الدكتور ولد إزيد بيه على تدوينة تتعلق بمديونية الحزب ومسؤولية صرف مخصصاته التالية، عاد الرئيس السابق لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم ذ. سيدي محمد ولد محم، بدوره، للرد على رد ولد إزيد بيه، ليرد الثاني من جديد..

كتب ولد محم في رده:

"قرأت بعناية كالعادة ماكتب الدكتور إسلكو ولد أحمد إزيدبيه الرئيس الأسبق لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية، وتقديرا للرجل وسابق صحبة فإني أشكره جزيل الشكر على ماقدم من إيضاح، وإن كان يلزمني ببعض التوضيح بدوري.

- لا أشهد بأن كل ديون الحزب تراكمت في عهد الرئيس محمد محمود ولد محمد الامين بل أغلبها وبنسبة كبيرة بسبب ظروف النشأة والتأسيس ومتطلبات الحملة الانتخابية 2013، بينما يرجع بعضها وهو الأقل إلى فترة رئاستكم للحزب، رغم أني لا أرى في الأمر جريمة ولاعيبا، فكل عمل سياسي في الغالب يتطلب التمويل الذي يجد تغطيته اللازمة أحيانا بالتبرع وأحايين بالاستدانة، وردي كان على من يرون بخلاف ذلك وعن سوء قصد.

- أما عن فكرة اقتناء المقرات فلم تطرح في الفترة القصيرة التي قضيتم برئاسة الحزب حتى ترفضوها سيادة الرئيس، بل كانت نتاج نقاش بين زملاء لكم في قيادة الحزب بعدما يربو على السنة من مغادرتكم لرئاسة الحزب حين أرهقتهم مصاريف إيجار المقرات وشح الموارد فلجأوا إلى هذه الفكرة الرائدة.

- لم يستلم الحزب أوقية واحدة من اقتناء المقرات ولم يتراكم على إثرها أي دَين مطلقا، إذ ان المتبرعين في كل ولاية أو مقاطعة هم من تولى شراء المقرات بأموالهم تبرعا، ولم يتسلم الحزب منهم سوى أوراق ملكية هذه المقرات، والبعض منها غادرتُ رئاسة الحزب واستلمه خلفنا الأخ سيدنا عالي، وإن توفر لسيادتكم ما يثبت عكس ذلك فإني مُمتن لكم بإبلاغ العموم به ونشره. أشكركم جزيل الشكر على الإيضاح الوارد في النقطة الثالثة من تدوينتكم آخذا إياه بعين الاعتبار. وتقبلوا فائق تقديري ومودتي".

وكتب ولد إزيد بيه في رده على هذا الرد:

"قرأت رد الرئيس والأستاذ سيدي محمد ولد محم على تدوينتي إثر ذكره لإسمي في إحدى تدويناته اليوم، وأود هنا الإدلاء بما يلي:

1- فكرة اقتناء مقرات للحزب سمعتها لأول مرة من فم "الرئيس المؤسس"، وأنا أستعد لقيادة الحزب رفقة الأستاذ سيدي محمد ولد محم كنائب أول للرئيس، ولم تقنعني الفكرة لتعقيداتها العملية، لذا لم تشكل أولوية خلال فترتي على رأس الحزب،

2- عندما غادرت الحزب، تركت حوالي 78 مليون أوقية في خزينته وهي بقية تكاليف الحملة الرئاسية (2014) التي قادها الحزب بصفة مستقلة عن "الحملة الوطنية" وذلك ضد رأي بعض الرفاق وقتها،

3- أما الديون المستحقة على الحزب فلا أعرف من المسؤول عن تراكمها، لأنها مجرد وثيقة وقعت عليها يوم استلامي مسؤولية قيادة الحزب من الرئيس الأسبق السيد محمد محمود ولد محمد الامين، ولا شيء على هذه الوثيقة ينبئ بتوقيت استلاف هذه الديون، إلا أنني أعود وأكرر أنها لم تزد ب-"بكني ولا سوفايه ولا كوبايه" طيلة فترتي على رأس الحزب، وهو أمر يسهل التحقق منه إذ تكفي مخاطبة المحاسب وقتها السيد "ولد عبد الدائم" للشهادة أو العودة إلى وثائق تبادل المهام والتي من المفروض أن تكون لا تزال قائمة على حقيقتها، حسب ما يمليه القانون المنظم للأحزاب السياسية في البلاد،

4- لقد قبلت الاقتراح الذي تقدم به الرئيس السابق السيد محمد ولد عبد العزيز، والمتعلق بقيادة الحزب ومحاولة "تجديد الطبقة السياسية" من خلال ضخ دماء جديدة داخل الهيآت القيادية وتحيين بعض نصوصه وفتحه أمام المنتسبين من صفوف الشباب والمعارضة الديمقراطية، ولا يمكنني القول إنني نجحت بنسبة كبيرة في المهمة المذكورة وذلك لأسباب كثيرة لا يتسع المقام لسردها،

5- لقد أمضيت حوالي تسعة أشهر على رأس الحزب، وهو وقت كاف لمحاولة إصلاح وعصرنة الحزب، إلا أنني سرعان ما لاحظت أن قيم "الحزب الجمهوري الديمقراطي الاجتماعي" وثقافة أهله السياسية عصية على التغيير، فاستخلصت ما يترتب على ذلك... ولست من الذين يفتخرون بطول مدة رئاستهم لحزب "الاتحاد"، إذ لو كان من "اللائق" وقتها اختزال هذه المدة لفعلت،

6- شخصيا أعتبر الحوار الحالي مع الرئيس سيدي محمد ولد محم، امتدادا للأزمة داخل الحزب، هذه الأزمة التي أفرزت الجدل السياسي حول "المرجعية"، فلو كنت قد نجحت في مهمتي على رأس الحزب أو نجح خلفي -الذي أمضى وقتا أطول من وقتي- في مهمته، لجنبنا البلاد والعباد المشهد المزري الذي يعيشه وطننا الغالي اليوم، فالأزمة داخل الحزب لم تتوقف يوما واحدا خلال "العشرية"، رغم محاولات الرئيس السابق السيد محمد ولد عبد العزيز ، لأن الأمر تعلق وقتها وبكل بساطة بمحاولة تغيير الثقافة السياسية السائدة التي حكمت البلاد أكثر من عقدين من الزمن، والتي عادت اليوم -مع الأسف- إلى الواجهة دونما خجل.

لذا أود شخصيا الاعتذار للشعب الموريتاني عن عدم نجاحي في انتشال حزب "الاتحاد" من أزمته المزمنة خلال الأشهر التي أمضيت على رأسه. كامل الود".