نشر الإعلامي والكاتب اللبناني البارز سامي كليب مقالات تحدث فيه عن تعلقه بكل من الجزائر و موريتانيا؛ مبرزا أن "بعض الأصدقاء" سألوه عن سر إقحامه لهذين البلدين كلما تحدث عن الوطن العربي أو العالم الإسلامي.
وأضاف أن دوافع بعض هؤلاء تعود لرغبتهم في المعرفة والاطلاع، بينما يسأل آخرون عن جهل، فيما يطرح فريق ثالث مثل هذا السؤال من باب الغيرة..
وكتب سامي كليب:
"سألني بعض الأصدقاء لماذا كلما ذكرت الوطن العربي، أدخلت في كلامي الجزائر وموريتانيا..بعض السائلين سألوا رغبة في المعرفة، وبعضهم عن جهل، وثالثهم عن غيرة.... قلت : كيف لنا أن نحفظ تاريخا دون ذكر ثورة الثورات ومليونا ونصف مليون شهيد...هل يستقيم تاريخنا العربي الأمازيغي بدون جوهرة تاجنا الجزائر؟
أوليست الجزائر هي من فتح لنا طريق الخلاص من الاستعمار ؟ أوليس من جبال الجزائر صدح صوت الأحرار ينادينا للاستقلال؟؟ أليست الجزائر هي من ناصرت كل قضايانا ووضعت فلسطين في القلب وجاء جيشها يقاتل معنا ضد إسرائيل واستضافت اول مجلس وطني فلسطيني وحمت المناضلين والفدائيين وناصرت الزعيم جمال عبد الناصر بقدر ما ناصرها؟
وقلت : كيف لتاريخنا العربي والإسلامي أن يستقيم بدون المرابطين وبني حسان وكل من حفظ جواهر المخطوطات ولآليء الشعر ومن حمى الأندلس وحافظ على لغة الضاد برمش العين وشغاف القلب....
أيستقيم لنا مستقبل لو نسينا فضل أهل موريتانيا علينا؟ ليتكم ذهبتم إلى تلك البيوت القائمة فوق الرمال والمتربعة على تاريخ من الشرف والكرامة والأدب والشعر والانفتاح وحسن معاملة المرأة وطهارة المجتمع ...ليتكم عرفتم بعضا من ذاك العمق الثقافي والإنساني والتربوي الذي تنثره المحاضر ( مدارس تقليدية) فتحفظ تاريخنا وحضارتنا التي لا تزال بعض شواهدها قائمة من شنقيط إلى وادان حيث وادي العلم ووادي التمر ...
هناك قد تجدون شارعا يفخر بأن فيه سكن ٤٠ عالما حين كان العلم مفقودا حتى في الغرب ، وعلى حفافيه شيدت إحدى اقدم المدن ...
فكيف لا نفخر ؟ أويحتاج الحب لمثل هذه الدول سببا؟".