اعتبر السياسي والوزير المخضرم محمد فال ولد بلال؛ رئيس اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات أن الهيئة التي يقودها نجحت، "بتوفيق من الله تعالى ثم بفضل تضافر عدة عوامل" في إدارة انتخابات رئاسية جسدت، لأول مرة في تاريخ موريتانيا، انتقال السلطة من رئيس منتخب إلى آخر منتخب؛ مبرزا أن ذلك هو التناوب الديمقراطي بعينه.
وأوضح ولد بلال، في مقابلة شاملة خص بها وكالة "موريتانيا اليوم"، أن من أهم العوامل التي تضافرت لتتيح تحقيق هذا المكسب الوطني وجود نص دستوري يمنع الترشح لأكبر من مأمورية رئاسيتين، وكذا تقيد الرئيس السابق بهذا النص الدستوري من خلا قبوله التنحي وعدم خوض المنافسة الانتخابية بعد أن أكمل ماموريتين متتاليتين.
ومن تلك العوامل، كذلك، تعدد المترشحين في السباق الرئاسي الأخير حيث تنافس ستة مترشحين كانوا جميعا على مستوى عال من الوطنية والنضج والمسؤولية؛ يقول رئيس اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة.
وعن سؤال يتعلق بواقع الصراعات السياسية القائمة بين بعض الأجنحة أو الأحلاف السياسية المحلية المنتخبة للحزب الحاكم، استغرب ضيفنا وجود صراعات سياسية بين أطراف أو أحلاف تنتمي لنفس الحزب؛ مؤكدا أن الخلاف والصراع السياسي يكون عادة بين أحزاب مختلفة وليس داخل حزب واحد.
وأوضح أنه لا يرغب عادة في الحديث عن القضايا السياسية ذات الطابع المحلي؛ لكنه يشدد على التنبيه إلى أن رئيس الجمهورية الحالي قدم مثالا يحتذى به في مجال التعاطي مع مرحلة ما بعد المعارك الانتخابية عبر استقباله لجميع منافسيه في الاستحقاق الرئاسي الأخير، وكذا قادة الطيف السياسي المعارض؛ إذ أن الصراع والتنافس بنتهيان بمجرد انتهاء المنافسة الانتخابية بحسمها لطرف معين حقق الفوز عبر صناديق الاقتراع.
واعتبر ولد بلال أن من غير المستساغ، والحالة هذه، أن يكون الرئيس قد تصرف بهذا المستوى العالي من الروح الديمقراطية بينما يستمر الخلاف والتنافس والصراع على المستوى المحلي؛ موضحا أن القضية من وجهة نظره لا ينبغي أن تكون صراعات سياسية محلية خارج السياق الانتخابي المعهود، وإنها القضية الأهم تكمن في العمل على إنقاذ حماية سد مقطع لحجار الذي قال إنه يرمز لتاريخ حافل من الأمجاد والعطاء الثري ويرمز لمراحل مشرقة من تاريخ المقاطعة؛ واليوم يبدو مهددا بفعل الأمطار والسيول؛ ولكن ايضا بفعل نصف قرن من الإهمال..
وتطرق ولد بلال، خلال المقابلة، الوضع في جمهورية مالي؛ حيث اعتبر أن ما جرى في هذا البلد مؤشر على بداية ربيع غرب إفريقي يتوقع أن يمتد لبلدان أخرى في هذه المنطقة من القارة.
وأضاف أن موجة ربيع غرب إفريقيا لا تختلف كثيرا عن الربيع العربي الذي اندلع مع بداية العشرية الحالية، ولا عن ربيع أوروبا الشرقية الذي أعقب انهيار جدار برلين؛ مؤكدا أن بوادر هذا التحول في منطقة غرب إفريقيا بدأت تظهر في عدة بلدان من بينها كوت ديفوار وساحل العاج، وهي تتجلى في بروز معسكرين أحدهما مناهض لمسألة المأمورية الثالثة والآخر يدعو لها ويدافع عنها.
وبين أن تلك الصراعات والأزمات تغذيها مشاكل داخلية مزمنة على مستوى الوحدة الوطنية والتعايس بين مختلف المكونات الترقية والاجتماعية داخل البلدان المعنية.
تابع المقابلة :