
أعلنت الحكومة رسميا عن وفاة ثمانية (8) أشخاص من أصل 13 أصيلوا لمى الوادي المتصدع، أو "حمى وادي الرفت"، التي ظهرت منها حالات وبائية في بعض المناطق داخل موريتانيا.. فما حقيقة هذه الحمى، وما أصلها، وكيف تنتقل عدوانا من الحيوان إلى الإنسان؟
حمى الوادي المتصدِّع (بالإنجليزية: Rift Valley fever) مرض فيروسي حيواني المنشأ يصيب الحيوانات (الأغنام والماعز) في المقام الأول، كما يصيب البشر.
ويمكن للعدوى أن تسبِّب مرضاً وخيماً لكلٍّ من الحيوانات والبشر.
كما يؤدِّي المرض إلى خسائر اقتصادية فادحة بسبب الوفيات وحالات الإجهاض التي تحدث بين الحيوانات التي تصاب بالحمى في المزارع.
ينتمي فيروس حمى الوادي المتصدِّع إلى جنس الفيروسات الفاصدة Phlebovirus، وهي أحد الأجناس الخمسة في فصيلة الفيروسات البونية Bunyaviridae.
وقد تم تحديد الفيروس لأول مرة في عام (1931) أثناء تحرِّي وباء انتشر بين الأغنام في إحدى المزارع في الوادي المتصدِّع، في كينيا.
ومنذ ذلك الحين، تم التبليغ عن فاشيات في بلدان جنوب الصحراء وشمال أفريقيا. و
في عامَيْ 1997 و1998 وقعت فاشية كبرى في كينيا والصومال وتنـزانيا.
وفي سبتمبر 2000 تم تأكيد حالات من حمى الوادي المتصدِّع في السعودية واليمن، وكانت هذه الحالات أول وقوع للمرض تم التبليغ عنه خارج القارة الأفريقية، حيث أثارت قلقاً من إمكانية امتداد المرض إلى مناطق أخرى في آسيا وأوروبا.
وهو مرض معدٍ ينتقل أساسا عن طريق وخزة بعوضيات مصابة بالفيروس، وينقلها للإنسان فتظهر عليه أعراض الحمى والنزيف (1-3% من الحالات).
توزع حمى الصادع في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية. يشير اللون الأزرق إلى البلدان التي يستوطن فيها المرض، أي التي تحدث فيها فاشيات هامة، واللون الأخضر إلى البلدان التي
ظهر مرض حمى الوادي المتصدّع لأول مرة في كينيا عام 1915، وتم عزل الفيروس عام 1931، ثم انتشر في أفريقيا (الصحراء الكبرى) بشكل خاص، لكن تم تسجيل حالة وبائية خطيرة في الفترة ما بين 1977 إلى 1978، حيث أصيب الملايين وتوفي الآلاف في كينيا، وفي عام 1998 توفي ما يزيد عن 400 كيني مصاب بالفيروس.
وفي سبتمبر 2000 انتشر الفيروس شرقاً وتم تسجيل عدة حالات في السعودية واليمن. وفي 2007-2008 انتشر في دول أفريقيا الشرقية وفي مدغشقر وجزر القمر.
و من العوامل المساعدة في انتشار المرض الاحترار العالمي، حالات الالتهاب الشديدة للحيوانات المصابة، وجود العديد من الحيوانات الناقلة للفيروس (خاصة في حوض البحر الأبيض المتوسط)، إذ اعتبرت منظمة الصحة العالمية أن المناخ المعتدل يساعد على انتشار المرض بسرعة.
ومع أنه قد لا تصاحب المرض أية أعراض، إلا أن ظهور أعراض كالحمّى والصداع وآلام العضلات وخلل في وظائف الكبد وحالة إعياء شديدة وآلام في الظهر والدوار ونقصان الوزن في بداية المرض الإصابة أهم المؤشرات على. الإصابة به.
وفي 1-3 بالمائة من الحالات، قد يتطور المرض إلى درجة الخطورة من خلال التهاب الدماغ، التهاب كبدي، الحمى النزفية الفيروسية (في 2% من الحالات)، التهاب السحايا، التهاب شبكية العين، لكن في معظم الحالات يتعافى المصاب خلال يومين إلى 7 أيام من بداية المرض.
هذا ويشار إلى أن نحو 1% من المصابين يموتون. لكن المخاطر المرافقة للمرض في المواشي تكون أكبر وأكثر تأثيراً.
من علاماته الإكلينيكية:
- إجهاض في الحوامل
- ارتفاع الحرارة
- نفوق في الحيوانات الصغيرة
- أعراض شبيهة بالإنفلونزا في الإنسان
وهو ينتقل عن طريق البعوض إيضا.
يسبب هذا المرض فيروس من جنس فليبوفيروس phlebovirus ينتمي إلى عائلة الفيروسات البانيوية (Bunyaviridae) ومن مجموعة أربوفيروس Arbovirus. وينتقل عن طريق لسعات البعوض الناقل للمرض مثل (أيدس Aedes والكيولكس Culex[4]، [5][6] كما تنتقل العدوى عن طريق ملامسة دم أو سوائل وأنسجة الحيوانات المصابة، أو عن طريق استنشاق الرذاذ المتطاير من أنسجة الحيوانات المصابة أو أجنتها.[ويشار إلى أنه قد تم عزل الفيروس المسبب للمرض من نوعين من الخفافيش.
تنجم الغالبية العظمى من العدوى التي تصيب البشر من التماس المباشر أو غير المباشر مع دم أو أعضاء الحيوانات المصابة. ويمكن للفيروس أن ينتقل إلى البشر عن طريق لمس أنسجة الحيوانات أثناء الذبح والتقطيع، أو أثناء المساعدة في ولادة الحيوانات، أو أثناء القيام بإجراءات بيطرية، أو نتيجة التخلُّص من جثث الحيوانات أو أجنتها.
ولذلك تعتبر بعض الفئات المهنية، مثل المربين، والمزارعين، والعاملين في المجازر، والأطباء البيطريِّـين، شديدة التعرُّض لمخاطر العدوى. ويصاب البشر بالفيروس عن طريق التلقيح، وذلك من خلال جرح الجلد بسكين ملوَّثة أو بملامسة جلد مصاب، أو باستنشاق الضبوب الناتجة عن ذبح حيوانات مصابة. وقد أدَّت طريقة الانتقال من خلال الضبوب إلى إصابة العاملين في المختبرات بالعدوى.
توجد بعض البيِّنات على إمكانية إصابة البشر أيضاً بالعدوى بهذه الحمى، عن طريق شرب اللبن من الحيوانات المصابة وغير المبستر أو غير المغلي.