قضت محكمة إبتدايية في مدنين بجنوب تونس، بإلغاء لقب "عتيق"، الذي يرمز إلى العبودية، من كافة الوثائق الرسمية الخاصة بمواطن ثمانيني، يُدعى حمدان عتيق دالي.
ويستخدم لقب "عتيق" كإشارة إلى العبودية، على الرغم من أن تونس ألغت الرقّ في عام 1846.
وعلق المنسق العام لجمعية "منامتي" المعنية بالدفاع عن حقوق السود على ذلك بالقول "إنه حكم تاريخي"، وفق ما أوردته هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي".
بهذه العبارة بدأ زياد روين، المنسق العام لجمعية "منامتي" حديثه مع بي بي سي. و"منامتي" منظمة تونسية ذاع صيتها في الدفاع عن حقوق السود.
واعتبر روين أن من شأن قرار المحكمة الابتدائية بمدنين أن يعزز "الحق في المساواة والعدالة التامّة" بين المواطنين.
وتقدّم كريم عتيق دالي باسم والده، حمدان، عام 2017 للمحكمة الابتدائية بمدنين بطلب لحذف لقب عتيق لما فيه من "احتقار ومسّ بالكرامة الإنسانية"، إذ يشير إلى إرث العبودية الذي بقي يلاحق العائلة لعقود طويلة.
وألغت تونس الرقّ عام 1846، في خطوة فريدة آنذاك في العالم الإسلامي وحتى خارجه. لكنّ أشكالا عدّة من العبودية بقيت قائمة لعقود طويلة، بما في ذلك الاتجار بالبشر والعمل بالسخرة في المزارع والمناجم.
وأوضح زياد روين أنّ عتيق ليس الاسم العائلي الوحيد في تونس الذي يرمز للعبودية، معدّدا ألقاب "مملوك" و"شوشان" و"عبيد"، مضيفا أنّ تلك الألقاب خلّدت، بشكل بغيض، تاريخ الاستعباد في البلاد.
وتقدّر منظّمات تونسية نسبة السود ما بين 10 و15 في المئة من إجمالي السكّان، فيما تبقى ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية أسوأ من بقيّة مكوّنات المجتمع.