عفوا لست موريتانيا...

جمعة, 2014-12-12 13:20
 مصطفي السيد، صحفي

ولدنا كغيرنا ممن كانوا يعتقدون أنهم موريتانيون علي أديم هذه الأرض الطيبة التي ما أنت تحت ثقل همومنا ومشاغلنا, وزعت غيث السماء والجياد الحرائر علي أجدادنا بعدالة، منحتنا ونحن نبذر طينها يوم لم نكن نشعر بالهوان ولانحس بالخجل, منحتنا الطلع النضيد يساقط بثماره اليانعة .

نمد أيدينا ونحن في نشوة الصحبة المؤنسة مع الأرض ونقطف دون صفقة أو دكاكين أمل, نستل حبها مع غصن كل حبة من خردل ونركض نحو الطيور التي تشاركنا شاعريتنا وحميميتنا لنرسم دوحة الحرية,نزحنا نحو سواحلها وكنا نمد الخيط فيعود بالأبيض والأسود , لاشيئ يشعرنا أننا أضحوكة بل كنا نضحك , تحكي لنا جداتنا عن الغاب والعجب العجاب ينفثن علي رؤسنا تراتيل مسبحة المساء لنغفوا علي حين غرة دون شعور حتي بضجيجنا في الظهيرة , نغني أنشودة الأرض ونسمع أساطير الأولين .

تتوالي الايام تسير الشهور وتمضي السنون, نحمل بطاقة انتماء تمثل لنا نشيد الوطن وكرامتنا فيه مصانة محفوظة , لأننا تعلمنا أن العلم والأخلاق وحب الوطن سلالمنا جميعا نحو الرقي وأن القضاء للمنحرفين والمتنازعيين والحزن للظالميين الحاقدين ,تدور رحي زمن الديمقراطية , لنسمع بالعولمة والانتخابات والتحالفات والتيارات , البرامج والسياسات, الندوات والحوارات , المبادرات والتكتلات , الصفقات والمسابقات ووووو, انها تغيرات وجهات ووجهات فلم نعد ندري نسلك أي الاتجاهات أو نمشي علي رصيف أي الجنبات , حكم غاب عسكرية ومليشيات أزمات ومافيات لم نسمع أونقرأ عنها في ما يروي ومافات .

أصبحنا نعض علي بطاقاتنا التعريفية لنطلب دقيقا وخبزا وزيتا , نصطف في الطابور وكل حياتنا حتي أن نسد الرمق مربوطة بالأمل وبئس الامل , أمل جعلنا تنتهك حرماتنا ويسلط علينا أجهلنا ليأمن طريقنا حتي ونحن نسير علي الطريق ولأننا نصدق كل ما يحاك ويصوت برلماننا وشيوخنا بنفاق وسخرية " أرموطية" صدقنا تأمين الطرق ومحاربة الفساد,

لم نعد ننكر الباطل حتي بطش ملوك الغرامات والتباهي بنصيبهم من الاتاوت بمفهومهم ,السرقات بلغة الواقع المر اصبح كل شيئ مباح في طريق التضييق علي موريتاني الأمس تولية السفهاء والحمقي من الشارع ومبادرات التلصص ,

لم نعد نسجن فلا فرق بين الظالم والمظلوم , ليقال انها حرية , حرية وحقوق لم يبق منها سوي هواء الله الذي يمنحه لعباده دون رقيب " عبد" لم يبق امام صراعات الاسود والنسور من عسكريين وناعقي أحذيتهم سوي أن نعترف أننا لسنا موريتانيين لأننا لانملك قطعة أرضية , ولاعناية بحالنا نسرق النظر للحياة ونحن نموت نحاول أن نضحك ونحن نتألم نتحدث عن كوننا نتغير ونحن نتيطر ونتكهن بدراسات هي خط عشواء , منطقة حرة , ومجلس اعلي للشباب , هيئة للمظالم ووووو ,

نحن لسنا فيما يبدوا موريتانيين وقد حان الرحيل , فلم يعد الراعي يتقن لغة الحداء فقال دعوهم يسيرون في قافلة الموت وكلابنا تنبحهم , نعم لقد عوت وما وعت أن لنا أفواها نمرغها في التراب حبا لأرض أهنا فيها واغتصبت وهي عذراء طاهرة ونأبي عندما ولغت كلاب المغتصبيين عفوا راحل لأنني مورتاني و لست موريتانيا وقد حان الرحيل .

مصطفي السيد صحفي مورتاني سابقا , عائد لاحقا.