تحتضن العاصمة السنغالية بعد غد الاثنين أول منتدى حول الأمن في افريقيا، يهدف إلى حشد التأييد في القارة ضد التحديات بمواجهة الجماعات المتطرفة، ومن أجل العمل على التنمية.
وينعقد المنتدى على مدى يومين في داكار بحضور الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، و رؤساء السنغال ومالي وتشاد وعدة وزراء دفاع وخارجية، وأيضا منظمات غير حكومية وخبراء في الاقتصاد للتباحث حول هذه التحديات والسبيل الأفضل لمواجهتها إقليميا.
ويشارك قرابة 300 شخص في المنتدى بينهم وزراء خارجية الجزائر والنيجر والكاميرون، بالإضافة إلى مسؤولين عسكريين وأمنيين من نيجيريا وفرنسا وأوغندا.
وقال وزير الدفاع الفرنسي جان-ايف لودريان "نأمل بالتباحث حول الأمن الذي سيكون في المستقبل من مسؤولية الأفارقة أنفسهم وسبيل تحقيق ذلك. لا بد أن يؤسس هذا المنتدى لثقافة الأمن في افريقيا".
وشارك لودريان بشكل فعال في التحضير تنظيم المنتدى مع رئيس السنغال ماكي صال وسيحضر أعماله يومي الاثنين والثلاثاء.
ونشأت فكرة المنتدى خلال قمة السلام والأمن في باريس في ديسمبر من العام الماضي. وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أعاد التأكيد آنذاك على الموقف الذي استند إليه التدخل العسكري الفرنسي في مالي وأفريقيا الوسطى: حيث قال إن على الأفارقة تولي أمنهم بأنفسهم ولو أن فرنسا ستواصل المساهمة من خلال قوتها المنتشرة في الساحل، البالغ تعدادها ثلاثة آلاف عنصر.
وقال أحد المشاركين في القمة بباريس إن "قادة الدول الحاضرين أقروا آنذاك بان جيوشها ضعيفة وبحاجة للتأهيل وإنهاء دورها بصفتها حرسا للأنظمة. وقد أدت الهجمات الإرهابية وتهريب المخدرات إلى تسريع ذلك".
وشهدت افريقيا أكبر زيادة في النفقات العسكرية في العالم في العام الماضي، بنسبة 8,3 في المائة بواقع 44,9 مليار دولار، بحسب بيانات معهد الأبحاث حول السلام الدولي في ستوكهولم.
وحلت الجزائر وانغولا في مقدمة الدول من حيث الميزانية العسكرية في أفريقيا (10,4 مليارات دولار و6,1 مليار دولار تباعا) تليهما جنوب أفريقيا (4,1 مليار) ونيجيريا (2,4 مليارات).
لكن هناك الكثير من مشاكل التدريب والتجهيز كما أن العديد من الدول تشارك في مهمات اقليمية لحفظ السلام. وموازنات دول غرب افريقيا أدنى بكثير وتتراوح بين 150 و200 مليون دولار.
ومن المتوقع ان يصبح منتدى داكار لقاء سنويا على غرار مؤتمرات ميونيخ حول الأمن في أوروبا، والمنامة حول الأمن في الشرق الأوسط وهاليفاكس في كندا وشانغري لا في سنغافورة حول المسائل الجيوستراتيجية في جنوب شرق آسيا.
واعتبر كميل غران رئيس مؤسسة الأبحاث الاستراتيجية في باريس التي نسقت للمنتدى مع المعهد الافريقي للاستراتيجيات في دكار "هناك عمل حقيقي حتى لا يكون المنتدى افريقيا فرنسيا. لقد حرصنا على التوازن بين الناطقين بالفرنسية والانكليزية وبين المغرب وغرب افريقيا".
وتشكل منطقة الساحل التي يتحرك فيها المتطرفون دون اي اعتبار للحدود والتهديد الذي تمثله حركة بوكو حرام النيجيرية للكاميرون والنيجر وتشاد، المواضيع الأساسية في المنتدى إلى جانب حركة الشباب في الصومال.
وأفاد مصدر من المحيطين بوزير الدفاع الفرنسي أن "بوكو حرام تشكل بالنسبة إلى العديد من الدول الافريقية ، التهديد الأمني الأقوى والأكثر إثارة للقلق. وفي هذا الإطار، على فرنسا تسهيل التعاون الاقليمي".
وهذا التعاون لا يزال بطيئا أمام "بوكو حرام" رغم التزام نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد نشر 2800 عنصر على حدودها.
كما يجري التباحث في الأمن البحري الذي تأثر كثيرا بأعمال القرصنة في خليج غينيا، بالإضافة إلى تهريب الأسلحة والمخدرات ووباء ايبولا، من دون نسيان الروابط الحتمية بين الأمن والتنمية.
صحراء ميديا