بعد عودة قادة الحركة قبل عام إلى موريتانيا؛ يثور خلاف في صفوف حركة افلام حول ما إذا كان من المناسب تحول الحركة إلى حزب سياسي.
تحول الحركة إلى حزب هو شرعنة للنظام القائم، يقول قيادي في الحركة في المنفى. فالحركة –يضيف- هي رمز مقاومة للنظام العنصري الدكتاتوري الاستعبادي. لكن مؤتمرا للحركة عقد في نهاية شهر أغسطس قرر تحويل الحركة إلى حزب أطلق عليه القوى التقدمية للتغيير.
أنشئت الحركة في الثمانينات، قبل أن يسجن قادتها، ويتجهوا في ما بعد إلى المنفى شأن غالبية الناشطين فيها. عملت لمدة طويلة خارج القانون وتمت شيطنتها، لكن قادتها استفادوا من تهدئة من جانب نظام الرئيس ولد عبد العزيز حملتهم على العودة قبل عام.
زعيم الحركة صمبا اتيام والناطق باسمها وصلا إلى نواكشوط في سبتمبر من العام الماضي بعد أزيد من عشرين سنة من المنفى، وقد سبقهما نائب رئيس الحركة إبراهيما صو الذي رتب العودة، واندماج الحركة في المشهد السياسيي في صفوف المعارضة. معارضة من خارج النظام، لكنها معارضة مسئولة، يقول زعيم الحركة.
يدافع صمبا تيام زعيم الحركة بقوة عن مشروع تحول الحركة إلى حزب وهو الموضوع الذي يثير شقاقا داخل الحركة، حيث يرى جناح راديكالي أن الظروف لم تتهيأ حتى الآن للقيام بهذه الخطوة، من قبيل الدمقرطة وإكمال عودة اللاجئين ومحاربة العبودية. ويشكك هؤلاء في شرعية المؤتمر الذي انعقد في شهر أغسطس. لكن الناطق باسم الحركة كاو توري يقول إنه لا غبار على شرعية المؤتمر الذي صادقت فيه الأغلبية على إنشاء حزب، مضيفا أن النضال من عين المكان أولى من الاستمرار في المهاجر.
وليست هذه المرة الأولى التي يحدث فيها شقاق في الحركة، فقد انقسمت سنة 2006 حول المشاركة السياسية بعد سقوط نظام ولد الطائع، ونتج عن ذلك ميلاد حركة افلام التجديد التي اندمجت في حزب التحالف من أجل العدالة والديمقراطية/حركة التجديد، بزعامة إبراهيما مختار صار الذي هو عضو سابق في الحركة.
وفي ما عدا الخلاف حول الحزب، فإن مؤتمر الحركة قد أصدر مقررات أثارت جدلا، من بينها المطالبة بحكم ذاتي لمنطقة الضفة. ذلك ما حمل رئيس الحزب الحاكم سيدي محمد ولد محم لوصفهم بالانفصاليين والخطر على وحدة البلاد. لكن زعيم افلام يقول إن الحكم هو مجرد إعادة تقطيع ترابي أكثر ملائمة لواقعنا الثقافي والاجتماعي، من تخفيف حدة التوتر الإثني.
القوى التقدمية من أجل التغيير المنحدرة من افلام وإيرا والتحالف من أجل العدالة والديمقراطية وحزب بليج وحزب قوس قزح ولا تلمس جنسيتي، كلها تجعل المسألة العنصرية في قلب اهتماماتها ولا يستبعد أن يشكلوا تحالفا فئويا يطرح المعضلة التي تهز المعارضة منذ سقوط ولد الطائع، ألا وهي: هل نشارك في اللعبة السياسية أم لا؟