أعلن تنظيم القاعدة الإرهابي في المغرب تعيين الجزائري أبو عبيدة يوسف العنابي على رأس التنظيم خلفاً للجزائري عبد المالك دروكدال.
وأفاد موقع سايت الأمريكي المتخصّص في مراقبة مواقع الجماعات المتطرّفة، أن التنظيم أعلن في شريط فيديو تلقّاه الموقع عن تعيين زعيم جديد له، هو الجزائريّ أبو عبيدة يوسف العنابي، الرئيس الحالي لـ"مجلس الأعيان" الذي يعمل كلجنة توجيهيّة للجماعة الإرهابية وعضو مجلس الشورى فيه.
وكانت وزارة الدفاع الفرنسية أعلنت في يونيو الماضي أن قوات فرنسية قتلت زعيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، بمنطقة "تساليت" شمال مالي.
وكتبت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلي، على تويتر حينها: "في الثالث من يونيو، قتلت قوات الجيش الفرنسي بدعم من شركاء محليين أمير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، عبد المالك دروكدال، وعددا من أقرب معاونيه خلال عملية في شمال مالي"، وشكل ذلك انتصاراً كبيراً، إذ أن هذا الإرهابي كان في قلب التنظيم أكثر من عشرين عاماً.
من هو أبو عبيدة العنابي؟
وُلد مبارك يزيد، وكنيته أبو عبيدة يوسف العنابي في الجزائر، وكان واحداً من الإرهابيين الذي تلقوا تدريبهم في أفغانستان أوائل التسعينيات، قبل أن يلتحق بما كان يسمى "الجيش الإرهابي للإنقاذ" بالجزائر عام 1993 مع الإرهابي درودكال، والذي كان يمثل الجناح العسكري للجبهة الإرهابية للإنقاذ الإخوانية المحظورة.
وهو واحد من مؤسسي التنظيم الإرهابي "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" بالجزائر عام 2004 مع عبدالمالك درودكال.
وبحسب مصادر إعلامية غربية كان الإرهابي "العنابي" ظل الزعيم السابق للتنظيم الإرهابي درودكال، وبعد مبايعته لتنظيم القاعدة الإرهابي في 24 يناير عام 2007، تغير اسم التنظيم إلى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب".
وفي مارس 2010 تولى قيادة مجلس أعيان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. كما كان مسؤول الفرع الإعلامي بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، ويَظهر بانتظام في مقاطع الفيديو التي ينشرها التنظيم.
ووفقًا للمصادر كان أبو عبيدة من بين أبرز المنافسين والمعارضين لنهج عبد المالك درودكال، رئيس المجلس السابق، في قيادة التنظيم الإرهابي، بحيث أنه منذ إعلان درودكال عن مبايعة أسامة بن لادن والانضمام لتنظيم القاعدة، جرى تقزيم دور مجلس الأعيان، ومن خلاله تهميش وإقصاء أبو عبيدة، قبل أن يتحول الأمر إلى خلاف شخصي بين هذا الأخير وأميره.
وبحسب مركز الأبحاث الأمريكي "مشروع مكافحة التطرّف" (كاونتِر إكستريميسِم بروجِكت)، في 10 سبتمبر 2015، أدرجته وزارة الخارجية الأمريكية على قائمتها السوداء للإرهاب.
ووصفت الخارجية الأمريكية العنابي بأنه "إرهابي عالمي مصنف في شكل خاص"، موضحة أنه رئيس مجلس الأعيان والمسؤول الإعلامي للتنظيم.
وفي 29 فبراير 2016 أدرجته الأمم المتحدة على قائمة الإرهاب، لارتباطه بتنظيم القاعدة من خلال "المشاركة في تمويل أعمال أو أنشطة" تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو التخطيط لها أو تيسير القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها، أو المشاركة في ذلك معه أو باسمه أو نيابة عنه أو دعماً له".
وفي مارس 2017، اتحد الجهاديون المرتبطون بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" تحت مظلة "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين".
وفي فبراير 2017 أصدر القضاء الجزائري حكماً بالإعدام غيابياً على الإرهابي عبد المالك درودكال مع 24 إرهابياً يتواجدون في حالة فرار خارج الجزائر بينهم الزعيم الجديد لتنظيم القاعدة مبارك يزيد، وصدرت بحقهم مذكرات اعتقال دولية، حيث تعتبرهم الجزائر "رؤوس الإرهاب في الجزائر ومنطقة الساحل".