باسم الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله وآل الشيخ عبد الله وعموم ساكنة لمدن الأسرةِ الخاصة لفقيد الأمة الموريتانية، الرئيس الراحل، سيد محمد بن الشيخ عبد الله، تغمده الله برحمته وجعل مثواه عنده مع الذين أنعم الله عليهم من النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين..
نرفع إلى أسرته العامة: الأمة الموريتانية جمعاء، وعلى رأسها فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد بن الشيخ الغزواني، حفظه الله ورعاه، أخلص شكرنا وامتناننا، وتقديرَنا للعناية السامية التي حظي بها الفقيد في حياته وبعد رحيله من قِبل رئيس الجمهورية، حيث حرص على أن يحضر بنفسه الصلاة عليه، وأن يشيَّع جثمانُه وفقا للمراسيم الرسمية. فلتتقبلوا فخامة الرئيس منا أسمى آيات الشكر والتقدير..
ولا يستغرب منكم، في واقع الأمر، مثل هذا الموقف النبيل السامي.. "وتأتي على قدر الكرام المكارم".
لقد كَشفتْ لنا محنةُ رحيل المغفور له بإذن الله تعالى عن منحة جليلة القدر عندنا، بالغة الأثر في قلوبنا، وهي ما لمسناه، غداة رحيله، في أمتنا الموريتانية من تقدير وإكبار وخالص ود وإعجاب، يعكس مكانة الفقيد في قلوب الموريتانيين عموما.
فكان لنا ذلك بحق أكبر عزاء.. ولقد أدركنا بعمق أن ما خبرناه في الفقيد من سلامة القلب، وصدق الطوية، واحترام الآخر شخصا ورأيا، ومآثر أخرى يضيق المقام عنها، غيرُ خاف على أحد في ربوع وطنه الغالي عليه.. نعم! "ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم".
إننا لا نستطيع أن نؤدي حق نعمة التعاطف الواسع النطاق معنا في هذا الظرف الخاص، إلا بالحمدِ لله والشكر والتقدير والاعتراف للناس بالحسنى، فقد رُوي عن أبي هريرة وابن عمر: (لا يشكرُ اللهَ من لا يشكر الناس)..
فلتتقبلوا منا إخواننا الأفاضل الأكارم، حيثما كنتم في طول البلاد وعرضها، بل وفي كل موطئ قدم من أرضها، تشكراتنا القلبية ودعواتنا الخالصة لكم بدوام الصحة والعافية، سواء منكم من شرَّفَنا بحضوره مذللا العقبات الصعاب، ومستمرئا المشقات والأتعاب، معزيا وداعيا، أو من عاقه عن الحضور جسما، عوائقُ وموانعُ مقبولة ومقدَّرة، فحضر بقلبه.
فإلى جميعكم، معاشر المعزين المواسين الأعزاء، من داخل البلاد أو من خارجها، وإلى الذين خلدت مشاعرُهم الزكية وعواطفهم الصادقة، نثرا أو شعرا، بعضَ مآثر الفقيد..
إليكم جميعا نسدي أتم الشكر وأوفاه وأخلصه وأزكاه.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وحفظنا وإياكم بما يحفظ به الذكر الحكيم، وجزاكم عنا وعن فقيد الأمة كل خير.
دمتم بخير ودام لكم العز والتوفيق.
لمدن 27 /11/ 2020