اعتبرت الباحثة في وحدة الدراسات الاقتصادية بجامعة نواكشوط، الدكتورة فتية بنت عبد الله ولد الطالب ويس أن رهان استغلال الطفرة الراهنة على مستوى أسعار خامات الحديد في الأسواق العالمية يتوقف على مستوى النجاح في استيعاب العلاقة الترابية بين استغلال الموارد الطبيعية والتنمية الاقتصادية من جهة، وبينها وبين ضرورة حماية حقوق الجيل الحالي وتأمين حقوق الأجيال المستقبلية مع الحفاظ على البيئة من جهة أخرى.
وأوضحت الباحثة المختصة في الشأن الاقتصادي، خلال حوار تلفزيوني ضمن برنامج "سياقات" على قناة المرابطون، أن هذا الانتعاش الذي تشهده اسعار الحديد الخام حاليا يندرج ضمن تقلبات أسعار هذه الموارد الطبيعية وخاصة الحديد حيث تخضع تلك الأسعار لتقلبات السوق العالمية لتتغير هبوطا أو صعودا؛ مبرزة أن هذا التقلب في الأسعار يصنفه الاقتصاديون ضمن ما يسمى "التبادل غير المتكافئ" بين الدول النامية المصدرة للمواد الطبيعية وبين الدول المتقدمة التي تعتمد على هذه المواد في الصناعات الكبرى.
وبينت بنت الطالب ويس أن سنة 2020 شهدت أسوأ أزمة على مستوى المبادلات التجارية بين الدول المنتجة وتلك المستوردة للحديد بسبب جائحة كورونا من خلال غلق الحدود والمعابر وتراجع حركة الصادرات في ظل شل نشاط الشركات الصناعية الكبرى وتأثر العمالة بذلك؛ وهو ما جعل العالم يعيش أسوأ أزمة اقتصادية بعد أزمة الكساد الكبير سنة 1929.
وأضافت فتية بنت عبد الله ولد الطالب ويس أن من أهم أسباب الانتعاش الحالي لأسعار خامات الحديد كارثة الانهيار الأرضي التي ضربت البرازيل وأدت إلى توقف إنتاج أكبر شركة للحديد في هذا البلد، ما تسبب في تراجع على مستوى الطلب؛ في مقابل الانتعاش الكبير الذي شهده الاقتصاد الصيني والذي أدى إلى ارتفاع الطلب على خامات الحديد إذ تعتبر الصين من أكثر الدول الصناعية استيرادا للحديد في العالم.
تابع فيديو المقابلة: