يحكى أن شابا قرر الزواج فأرسل جماعة من اهله و أصدقائه للخطبة و اختار اقربهم الى نفسه وكيلا له ، استقبلهم اهل العروس و بعد ان اكتمل الحضور التفت عم الفتاة الى الجمع قائلا:
اهلا و سهلا بكم ، و يسرنا حضوركم و لكني اود ان ا
ستفسر عن امر يهمنا جدا ، فنحن أسرة محافظة جدا و ننتسب الى الطريقة التيجانية و نود ان نعلم اذا كان صاحبكم ممن يتعاطون الخبيثة المسماة بالسجائر.
التفت وكيل الشاب و عيناه محمرتان و نصف مفتوحتان و قال :
سأكون صادقا معكم صاحبنا لا يقرب السجائر بتاتا عندما يكون صاحيا و لكنه يدخن أحيانا قليلة عندما يسكر و كما تعلمون فإن السكران لا يؤاخذ على تصرفاته.
فغر عم الفتاة فاه و سأله :
- هو اذن يشرب الخمر !
أجاب الوكيل :
- في الحقيقة هو لا يشرب الا عندما يخسر في القمار ، يحاول ان يخفف على نفسه .ـ الله اكبر ..... يلعب الميسر ! ..
ـ يلعب فقط عندما يسرق بعض النقود .. هو لا يحب ان يدخل على والديه مالا حراما من فرط تقواه و لا يجد امامه سوى تصريفه في القمار.
*******
منذ أسابيع انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي تسجيل بالصوت و الصورة لعمدة الزويرات الشيخ ولد بايه يدافع فيه عن حزب الدولة و نظام ولد عبد العزيز و يصف الازدهار الذي عرفه البلد تحت نظام محاربة الفساد ضاربا المثل بما حصل عليه هو شخصيا من إدارة الرقابة البحرية..
كان الرقم الذي قدم صادما بكل المعايير ...
عشرون مليار أوقية !
أي ازيد بمليارين من ميزانية التعليم في موريتانيا لسنة كاملة و ثلاثة عشر ضعف تكلفة مستشفى جهوي يكفي ولاية بأكملها كمستشفى النعمة الجديد و ميزانية كلية الطب لعشرين سنة.
عشرون مليار فقط لا غير ...
علما ان تعويض الوفاة للعسكرين الذين يستشهدون في ساحات الوغى ستة اشهر من الراتب .... واذا وضعنا متوسطا للرواتب من مئة الف ، سنجد ان المبلغ يوازي ديات 33 الف شهيد من قواتنا المسلحة ....
عشرون مليار فقط لا غير .....
علما ان كسوة الفرد في بلادنا تحسب بمتوسط خمسة الآف اوقية ... أي ما يوازي اكساء 4 ملايين أنسان ، و إذا اعتبرنا ان الوجبة الواحدة تكلف 300 اوقية فيمكننا اطعام 66 مليون شخص .. أي ما يقارب سكان المغرب العربي...
ترى هل هو الغباء ؟ ام الاحتقار ؟ أم شيء آخر ؟ الله اعلم .....