وجه مقدمو خدمات التعليم في موريتانيا، رسالة مفتوحة جديدة إلى رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، يشيدون فيها بمحاور برنامجه (تعهداتي) بشأن إصلاح المنظومة التربوية و التحسن من ظروف الطواقم العاملة في قطاع التهذيب الوطني.
واستفسر المعنيون، في ختام رسالتهم، رئيس الجمهورية عما تعتزم لهم الحكومة القيام به بخصوص مستقبل أوضاعهم التي أكدوا أنها تتمثل اليوم في نوع من الغربة بدون رواتب في مناطق بعيدة عن ذويهم وعائلاتهم..
نص الرسالة:
"بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي خلق فسوى وقدر فهدى العادل في حكمه المحسن في عطاءه الذي أمر بالعدل وحث عليه وجعله وسيلة لبقاء الدول واستمراريتها و من اجمل ما يتحلى به الحكام والرؤساء في تسيير شؤون الناس وتدبير أمورها. والصلاة والسلام على نبي الهدى والرحمة والعدل والإحسان محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين .
إلى فخامة رئيس الجمهورية : السيد محمد ولد الشيخ الغزواني حفظه الله ورعاه يتشرف مقدمو خدمات التعليم معلمين وأساتذة بمراسلتكم بهذه الرسالة الودية التي تتحدث عن معاناتهم ومآسيهم القديمة والمتجددة في عهدكم الميمون ونشكركم على الإنفتاح السياسي العام الذي طبع العام المنصرم ونبارك لكم السنة الجديدة ونتمنى لكم حياة طيبة وسعيدة مليئة بالأفراح والمسرات وحكما مباركا لموريتانيا يتسم بالعدل والمساواة بين الناس في الفرص فننسى الهموم والجراح التي عانينا منها قرونا من الزمن وتظهر البهجة والسرور على وجوهنا التي شوهتنا أشعة الشمس المحرقة وأنهكتها تداعيات السفر ومشقته وبعد المسافة وشح الحياة في المناطق النائية التي لا ماء فيها ولا مرعى .
السيد الرئيس؛ لا شك أنكم على دراية كبيرة بالحالة العامة للبلاد والعباد وتعلمون علم اليقين ما يدور في مؤسساتها وإداراتها لأنكم وضعتم لذلك الأسس الكفيلة المساعدة عليه ورسمتم له سياسة قوية سليمة وذلك في كل القطاعات الحيوية والثانوية وفي قطاع التعليم خاصة.
السيد الرئيس: يعيش مقدموا خدمات التعليم جملة من المشاكل من أهمها الدهشة والحيرة والغموض الذي يلف مستقبلهم وهم من تم اكتتابهم في مسابقة وطنية نظمتها وزارة التهذيب الوطني مع توليكم مقاليد الحكم في سعي من القائمين عليها لتطبيق تعهداتكم السامية وبرنامجكم القيم المكتمل في إصلاح التعليم والنهوض به وسد النقص الحاصل في الكوادر البشرية وهم أربعة آلاف شاب وشابة من حملة الشهادات الجامعية العليا تم تكوينهم وتأطيرهم في الميدان واثبتوا جدارتهم في العمل بالإلتزام وحسن الأداء وتأقلموا مع الحالة الوبائيةفي البلاد كل ذلك تعويلا منهم عليكم وعلى الإستفادة من سياساتكم الحكيمة لأنكم سيدي الرئيس تحظون بتربية صالحة وأنتم القادمون من سياج التقوى والورع بفضل تربيتكم النبيلة واهتمام الوالدين بكم فأنتم بالنسبة لنا الأب الحنون الحريص على تأمين مستقبل أبناءه ونحن أبناءكم البررة الحريصون على طاعتكم وبروركم وامتثال أوامركم واجتناب نواهيكم وفق الشرع والقانون.
السيد الرئيس: مع بداية استئناف الدراسة ١سبتمبر 2019م أصدرت كل نقابات مقدمي خدمات التعليم بيانات تدعوا فيها المنتسبين للتوجه إلى أماكن عملهم واستكمال ما تبقى من السنة الدراسية بعد خروج البلاد من تداعيات كورونا ودخولها مرحلة التعافي بفضل سياستكم الرشيدة والإجراءات التي قيم بها. ومنذ ذلك التاريخ ونحن المرابطون الصامدون الصابرون المبتغون لفضل الله نتحمل تأخر الراتب مدة ثلاثة اشهر، والذي تعودنا عليه وقهرتنا عليه السياسات، والتي نحن على يقين أنكم لا تشعرون بذلك، نتحمل البعد عن الأهل والأحباب.
نعيش في غربة بلا راتب وبلا علاوات وكأننا لاجئون في وطننا وبعلم من حكومتنا جاءت عطلة الفصل النهائي المفترض وفتحت المدرسة ابوابها لسنة دراسية جديدة 2020 / 2021م، وتم الإعلان عن تمديد عقودنا ورجعنا للميدان من جديد حتى جاءت الموجة الثانية من كورونا فأغلقت المدرسة ابوابها حفاظا على صحة الطواقم والتلاميذ، فوجدنا فيكم صفة القائد الوفي بعهده المحب لوطنه الغيور على مصلحته الساعي إلى بناءه الطموح إلى تحقيق انجازات كبرى ووجدنا في خطاباتكم في كثير من المناسبات ما يشجعنا ويدعمنا على النزول للشارع بطريقة متحضرة ومدنية للمطالبة بالمزيد من الإمتيازات التي حصل عليها غيرنا في عهدكم الميمون.
رفعنا شعار الترسيم في الوظيفة العمومية التي فتحت ابوابها أمام آلاف الشباب بفضل (تعهداتي) و(أولوياتي) التي ابتكرتموها في برنامجكم الإنتخابي وفي اليوم الأول واجهتنا الوزارة الوصية بالقمع والتنكيل في سعي من مافيا الفساد واعداءكم في الإدارة لتشويه عهدكم فرضينا باحترام هيبة الدولة وسيادتها وعقدنا العزم على التظاهر والمطالبة بالحقوق فما وجدنا الا التجاهل من معالي الوزير وطاقمه الموقر وتطور ذلك التجاهل بمحاولة خداعنا ومماطلتنا في صرف شهر دجمبر وعلاوة البعد المستحقين.
السيد الرئيس: نبعث إليكم بهذه الرسالة للإستفسار عن مستقبلنا الذي يلفه الغموض حتى الآن ونسأل الله تعالى أن يمدكم بكامل عونه وتوفيقه وان يرفع البلاء عن بلادنا وبلاد المسلمين ويرزقكم البطانة الحسنة الأمينة المخلصة التي تخشى الله فينا وفيكم.
سيدي بوبكر ولد الإمام / المكلف بالإتصال في المنسقية العامة".