احتضنت قاعة تشيت بمقر الجمعية الوطنية في نواكسوط، صباح اليوم (الاثنين) حفل إعلان الانطلاقة الرسمية لعمل فريق الصداقة البرلمانية الموريتانية - الغامبية، ترأسه نائب رئيس الغرفة البرلمانية، النائب محمد المختار ولد سيدي ولد الطالب النافع؛ بحضور كل من السفير مدير قطاع إفريقيا بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج؛ ممثلا عن الوزير إسماعيل ولد الشيخ أحمد الموجود في مهمة خارج البلاد، وسفير جمهورية غامبيا المعتمد لدى موريتانيا.
وفي كلمة له بالمناسبة أشاد ولد الطالب النافع بمستوى علاقات الأخوة العريقة التي تربط بين موريتانيا وغامبيا؛ مبرزا أن تلك الصلات العريقة قامت على الأخوة الإسلامية والجوار وعززتها المصالح المشتركة البلدين والشعبين الشقيقين؛ حسب وصفه.
وأعرب نائب رئيس الجمعية الوطنية، بذات المناسبة، عن أمله الكبير في أن يضطلع البرلمانيون بدورهم الريادي في تعزيز وترسيخ تلك الروابط والحفاظ على وشائج تلك الأخوة؛ مشيدا بحجم ودور الجالية الموريتانية في هذا البلد.
من جانبه أكد رئيس الفريق البرلماني الجديد، النائب عن مقاطعة مقطع لحجار بولاية لبراكنة؛ أحمد أبو المعالي ولد منان، في كلمته لذات المناسبة، أن العلاقات الموريتانية - الغامبية تعود لقرون عدة وترتكز على "أسس راسخة قوامها أخوة الدين وحقائق الجغرافيا"؛ مبرزا أن تلك العلاقات خلقت "تعاونا مثمرا بين الدولتين متواصلا مشهودا بين الشعبين الشقيقين".
وفيما يلي نص كلمة رئيس فريق الصداقة البرلمانية بين موريتانيا وغامبيا :
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على النبي الكريم
السيد نائب رئيس الجمعية الوطنية الموقر؛
السيد السفير مدير قطاع إفريقيا بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج
سعادة السفير الغامبي في انواكشوط؛
السادة النواب الموقرون
أتشرف بأن أفتتح معكم اليوم هذا الحفل الذي يمثل إيذانا ببدء نشاطات الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية الغامبية.
ونحن، إذ نطلق أنشطة هذا الفريق، لنتطلع بأمل كبيرٍ وثقة عالية لما سيكون لها – بإذن الله – من بالغ الأثر في تحقيق مسعانا الرامي لتعزيز عرى الأخوة والصداقة التي تربط الشعبين الشقيقين الموريتاني والغامبي. أيها الإخوة تعود علاقات البلدين لقرون عديدة خلت، وترتكز على أسس راسخة قوامها أخُوّة الدين وحقائق الجغرافيا.
وقد أثمرت تلك العلاقات تعاونا مثمرا بين الدولتين وتواصلا مشهودا بين الشعبين قبل الاستقلال وبعده، وعادت بالنفع عليهما وتناولت جوانب مختلفة من حياتهما وتجسدت في تبادل ثقافي وتجاري كبير بينهما. والواقع أن تعداد جالية كل من البلدين في البلد الآخر، يعكس متانة تلك الروابط وتجذرها، ويترجم سعيهما المشترك لبلوغ الهدف الأسمى لشعوب منطقة غرب إفريقيا، ألا وهو التعاون الذي يفضي إلى التكامل الضروري للتنمية في هذه البلدان.
ومن هنا تأتي أهمية تشكيل هذا الفريق الذي يمثل آلية جديدة للتعاون المؤسسي بين موريتانيا وغامبيا. ولا يخفى عليكم الدور المحوري الذي قد يلعبه ممثلو الشعب في التواصل بين الأمم، بالنظر للفعالية المتنامية التي أصبحت تميز الدبلوماسية البرلمانية كسند ومكمل للدبلوماسية التقليدية، ولما تمتلكه البرلمات من صلاحيات دستورية في مجالات التشريع وتقييم السياسات العمومية ورقابتها والمصادقة على الاتفاقيات المبرمة مع الدول الأخرى.
أيها السادة؛ إننا واثقون من أن الإرادة القوية لقائدي البلدين فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وأخيه فخامة الرئيس آدما بارو في تعزيز العلاقات بين بلديهما وتطويرها وتنويعها لما فيه مصلحة الدولتين والشعبين، ستشكل دعما لجميع المبادرات الرامية لتحقيق هذا المسعى.
وفي هذا الإطار، تندرج اللفتة الكريمة التي خصنا بها فخامة الرئيس آدما بارو بإعفاء الجالية الموريتانية من رسوم الإقامة المفروضة على الأجانب، والتي تعبر عن العناية التي توليها السلطات الغامبية للعلاقات الموريتانية الغامبية وعن تقديرها للدور المميز لجاليتنا في العملية التنموية في غامبيا.
ونغتنم هذه المناسبة للإعراب عن تثميننا - في الفريق البرلماني للصداقة الموريتانية الغامبية - لهذه الخطوة، راجين أن تتعزز بخطوات أخرى مماثلة من الطرفين، ومعلنين عن استعدادنا التام لمواكبة أي جهد يصب في خدمة التقارب والتعاون بين البلدين الصديقين.
وفي الأخير، لا يسعني، قبل أن أختتم كلمتي هذه، ألا أن أشكركم جميعا على تلبية الدعوة والحضور معنا اليوم.
عاشت الصداقة الموريتانية الغامبية.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.