رسالة من مواطن إلى السيد رئيس الجمهورية.
ولاية اترارزه، مقاطعة اركيز، قرية ٱجوير تنهمد، التي تعاني من العطش المستمر لأكثر من 500 يوما. 16 شهرا.
إيمانا مني يا فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ول الشيخ الغزواني، بأنك حريص كل الحرص على مصالح مواطنيك، خاصة منها ما يتعلق بمسألة الحياة أو الموت، أعني معضلة حساسة لا تحتمل التأخير ولا التسويف ولا إجراءات الروتين الإداري " المعقدة أحيانا "، وهي مشكلة عطش ٱلاف الأسر ومواشيهم في هذه القرية وضواحيها، وبوصفي مواطنا من سكان هذه القرية، أحرص على وضع الامور في نصابها الصحيح، بشكل واضح وصريح، فإني أذكّـركم يا سيادة الرئيس، وأهيب بحسكم الوطني الرفيع، وأذكر حكومتكم الموقرة، ممثلة في معالي السيد وزير المياه، والمسؤولين الإداريين المختصين في القطاع، بما يلي :
1 - بدأت أزمة ملوحة مياه الشرب في قرية ٱجوير، صباح 9 سبتمبر 2019 م، مما استدعى زيارة ميدانية لوزيرين معنيين بهذه المشكلة المستعجلة، يوم 12 سبتمبر 2019 م، إلتزما فيها بجملة من الإلتزامات، لم ينفذ منها سوى القليل، فأما التزامات معالي وزير الصحة فهي مسجلة بالصوت والصورة ولم ينفذ منها شيئ إطلاقا، وأما التزامات معالي وزيرة المياه والصرف الصحي، فقد نفذ أقل من ثلثها، بمواصفات أقل جودة مما كان مقررا أصلا.
2 - ما تم استجلابه من الانابيب كان دون مستوى الجودة المقررة أصلا، وكذلك أحجامها، وكذلك طول الشبكة وتوصيلاتها، لا تغطي إلا نصف مساحة القرية، خلافا لما كان مقررا أصلا، وكان قائما قبل الأزمة بالجهود المتواضعة لسكان القرية .
3 - المدة الزمنية لتنفيذ العمل تخطت سنة وثلثا، اي 500 يوما، أي 16 شهرا، ولم ينجز من العمل إلا النصف تقريبا، وبطريقة تخللتها الكثير من الشوائب والاختلالات الفنية والتقنية .
4 - كانت القرية - سابقا - تعتمد في الشرب على 6 ٱبار وعدة خزانات، وبعد الازمة قررت الحكومة أنجاز 4 ٱبار وبناء خزان يسع 200 طن متري، لكن الواقع انه لم يحفر من الٱبار سوى اثنين، ولم يتم إنجاز الخزان حتى الٱن.
5 - الظاهر أن هناك أشياء تجري في الخفاء، لا أريد الخوض في تفاصيلها كثيرا، لكن أكتفي بالإشارة إلى أمثلة منها، فبعضها يتعلق بجودة نوعيات ما تم توريده من توصيلات وأنابيب، ومنها مخصصات الشرب اليومية في انتظار إنجاز ما لم ينجز حتى هذه اللحظة، ومنها البئران الثالث والرابع غير الكافية أصلا، ومنها الخزان الذي ما زال في علم الغيب، ومنها الباقي من مساحة الشبكة، التي ينبغي ان تغطي كافة احتياجات ساكنة القرية، ومنها الأضرار المادية والنفسية الكثيرة، المترتبة على تأخير الشرب، والروتين والتعقيدات والتسويف والعطش الواقع والمستقبل المجهول للقرية.
سيدي رئيس الجمهورية، إن المواطنين في قريتنا المنكوبة - حتى الٱن - يذكرونكم بالتزاماتكم أمام الله وامام الشعب والوطن، وقضيتنا لا تحتمل التسويف أصلا، وقد تأخرت كل هذه المدة: سنة وثلث، 16 شهرا، 500 يوم، فإذا كان حلها ممكنا، فنحن بحاجة لتحريك إجراءاتها أمس قبل اليوم، وإلا فنشكو إلى الله ممن أخرها او ساعد في ذلك من قريب او بعيد ( وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد ).
كاتبه محمد بن الحسين، أحد سكان قرية ٱجوير تنهمد، العطشى منذ 500 يوم.