اعتبر وزير الداخلية واللامركزية السيد محمد سالم ولد مرزوگ أن موريتانيا تبذل جهودا كبيرة للحد من الهجرة السرية؛ مؤكدا أن الصراعات تدفع المزيد من الناس إلى الهجرة.
وأكد الوزير في مقابلة أجرتها معه صحيفة "الباييس" الإسبانية، أن من ضمن الأسباب التي أدت لذلك هو تغيير مسار الهجرة وتجنب المهاجرين لليبيا ومروهم عبر أراضي موريتانيا إضافة لمضاعفات جائحة كوفيد وما ألحقت من ضرر بالاقتصاد ترك العديد من الشباب بدون عمل مما أدى إلى عودة موجات جديدة من الهجرة مستخدمين الأراضي الموريتانية لذلك.
وبخصوص الإجراءات التي تتخذها السلطات الموريتانية للحد من الهجرة قال وزير الداخلية إنهم سيحاولون تقوية القوانين ضد الهجرة غير النظامية وتنظيم القوات الأمنية بحيث تكون أكثر استعدادًا وأكثر مرونة، مضيفا أن لديهم طاولة حوار مع السنغال وغامبيا ومالي لتبادل المعلومات وتحديد المسؤوليات التي يجب أن تتحملها كل دولة، كما يعملون على وضع خط واضح ومشترك في الحوارمع الاتحاد الأوروبي.
وأضاف الوزير،أنه يجب أن لا تكون مكافحة الهجرة غير النظامية والإرهاب والجريمة المنظمة مهمة تتولاها إسبانيا وموريتانيا فقط، مطالبا بالمزيد من التعاون من المؤسسات الأوروبية، ومؤكدا على ضرورة إطلاق مشاريع تنموية للقضاء على الفقر ومساعدة الشباب في بلدان المنشأ ، مطالبا بلعب الأوروبيين دورا أساسيا في تنفيذها، وفي مساعدة السلطات الموريتانية على تعزيز قدراتها ضد المافيات، ومشيرا إلى أن مراقبة سواحل موريتانيا وحدودها تشكل تحد يومي ، ولهذا السبب نطالب بإشراك السلطات الأوروبية.
وذكر وزيد الداخلية بأن موريتانيا بحاجة إلى تعزيز الطائرات والرادارات والخدمات اللوجستية حتى تتمكن قواتها الأمنية من العمل بشكل أفضل. منوها إلى الضغوط المتزايدة للهجرة وما تسببه من جهد كبير ومشاكل أمنية واقتصادية وأكثر خصوصا مع وجود الوباء.
وبخصوص الجماعات الارهابية قال الوزير إن موريتانيا عملت على مستويين لتجنب أن تكون هدفاً للإرهاب حيث عززت قدراتها الأمنية كما وضعت استراتيجية وطنية شارك فيها الأئمة لتوعية الشباب والمجتمع بشكل عام بمخاطر التعصب والتطرف.
كما نفذت مشاريع اجتماعية بهدف دمج الشباب في سوق العمل ومنعهم من الانزلاق في الخطاب الراديكالي. و في معرض رده برد على آخر سؤال في المقابلة، يتعلق بإمكانية استغلال طرق الهجرة غير النظامية من قبل الجماعات الإرهابية، قال وزير الداخلية واللامركزية إن تلك الجماعات قادرة على العمل مع المنظمات الإرهابية إذا رأوا أن مصالحهم تتلاقى ، مضيفا أنه مما لا شك فيه أنهم يستطيعون العمل والاستفادة من بعضهم البعض.