يقول ونستون شرشل في مذكراته بأنّ الحكومة البريطانية برئاسته منعت استعمال السيارات الخاصة للتنقل داخل المدن خلال الحرب العالمية الثانية، و ذلك للحدّ من استهلاك البنزين. و في يوم من الأيام كان هو على موعد مع "الحديقة الكبرى" لإلقاء خطاب مهم للشعب البريطاني. فخرج من منزله و أوقف سيارة أجرة، و عندما أندلف داخلها تذكر أنّه نسى خطابه في البيت.
فسأل السائق: "لُطفًا، هل من الممكن انتظاري حتى آخذ شيئا من البيت، و أعود إليك؟" فأجابهُ السائق: لا، لا، آسف سيدي! هناك خطاب للسيد تشرشل أودُّ الاستماع إليه؟ فقال لهُ تشرشل: "من فضلك، دقيقة واحدة، و أكن معك!"قال لهُ السائق: "عفوا سيدي ، يهُمني الاستماع لرئيس الوزراء".
و همّ بتحريك السيارة ...فأخرج تشرشل ورقة 50 جنيه[£]، و عندما رأى السائق كرم العطاء، قال لهُ: نعم، نعم سيدي...سوف أنتظرك، و ليذهب تشرشل إلى الجحيم!حكيتُ هذا القصة على أحد الظرفاء في انواكشوط...رجلٌ خمسيني، مهذّبٌ و هادئٌ...بعيدٌ كلّ البعد عن السياسة و أطوارها...يعيشُ على "تكسي تُ دَرْوا" من نوع مرسديس190...فضحك، و قال : أمّا هنا، فانْحَاسَتْ 5 تكْفي ليذْهب الجميعُ...إلى الجنّة!