شهد مركز التكوين والتبادل عن بعد بنواكشوط، اليوم الجمعة، فعاليات انطلاق مشروع إقامة منصة رقمية لتعليم اللغة الفرنسية كلغة ثانية تمكن من تزويد الموريتانيين بالمواد الرقمية لتعليم اللغة الفرنسية كلغة أجنبية؛ وذلك عن طريق استديو حديث أقيم في المركز المذكور لإنتاج المحتوى الرقمي عموما؛ يعد الأول من نوعه في البلاد.
وقد أنشئ هذا المشروع بالتعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتقنيات الإعلام والاتصال والسفارة الفرنسية بنواكشوط. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتقنيات الاتصال والإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة سيدي ولد سالم أن هذه التظاهرة "فرصة لتجديد الشكر للتعاون الفرنسي على الدعم الذي أظهره لسنوات عديدة لتعزيز اللغة الفرنسية ودعم تدريسها في موريتانيا، مضيفا أن الفرنسية تعتبر إحدى رافعات التنمية الاقتصادية في البلد نظرا لقدرتها على التواصل مع شركائها".
وحث ولد سالم الطلاب على اكتساب المهارات اللغوية بجميع اللغات الأجنبية، داعيا جميع البلدان الشريكة إلى دعم هذه العملية لتعزيز وتعليم اللغات العالمية.
ونبه إلى المكانة التي تحظى بها اللغة الفرنسية في موريتانيا وارتباطها بالتعليم العلمي؛ مبرزا أن "هذا المشروع ينسجم تماما مع رغبة الدولة في تطوير استخدام التكنولوجيا الرقمية للحصول على المعرفة في مؤسسات التعليم العالي ولجميع المواطنين".
وأضاف ولد سالم أن قطاعه وضع "خطة لمحو الأمية الرقمية من شأنها أن تضفي الطابع الديمقراطي على استخدام التكنولوجيا الرقمية في الحياة اليومية للمواطنين".
بدوره أعرب مدير مركز التكوين والتبادل عن بعد محمد سليمان ولد بلال أن هذا المشروع "يجسد مستوى التنسيق المثالي والعلاقات الاستثنائية بين موريتانيا وفرنسا، مما سيمكن من خلق موارد رقمية لتنمية التعليم عن بعد للغة الفرنسية ويسمح للمدرسين والعاملين في حقل التعليم بتعميق خبراتهم وقدراتهم في اللغة الفرنسية في القطاع الرقمي بشكل خاص"؛ مثمنا حجم التنسيق الثقافي للسفارة في موريتانيا ومستوى العلاقات المتبادلة في هذه الشراكة.
أما السفير الفرنسي المعتمد لدى موريتانيا روبير موليى، فأوضح أن هذا المشروع الممول بـ912 ألف يورو "يشكل مرحلة جديدة في التعاون بين فرنسا وموريتانيا ويحمل تطويرا جديدا لكونه يستخدم التقنيات الرقمية من جهة ويقدم مقاربة تربوية بشكل متطور".
وأضاف الدبلوماسي الفرنسي أن المشروعة "يستجيب لطلب ملح على تعليم اللغة الفرنسية في موريتانيا ويشكل بالنسبة لفرنسا رغبة لمشاركة السلطات التربوية في موريتانيا من خلال مشروعها الكبير لمواكبة الإصلاح التربوي الذي مضت فيه موريتانيا بحزم وعزم".