رئيس حزب الصواب يصف أداء النظام ب "الإخفاق الكبير" سواء "في الجانب السياسي والاجتماعي والاقتصادي (مقابلة)

ثلاثاء, 2014-12-23 10:10

أكد رئيس حزب الصواب عبد السلام ولد حرمة أن نتائج الحوار الذي أجرته كتلته السياسية مع النظام كانت مخيبة لآمال الشعب الموريتاني؛ واعترف بوجود ما أسماه "ثغرات لم ننتبه إليها سواء ما تعلق بالنصوص، أو آليات تطبيقها أو ما تعلق بقواعد العمل السياسي المشترك" حسب تعبيره.

ووصف ولد حرمه في مقابلة خاصة مع مركز الصحراء حصيلة أداء النظام الحالي ب "الإخفاق الكبير" سواء "في الجانب السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فهناك علاقة سياسية تتراوح بين الخشونة والسوء  بين أقطاب  الساحة السياسية الفاعلين،  إلى جانب فتيل أزمة اجتماعية مشتعل، تزداد ضراوته على نحو متسارع مع الأيام، ووضع اقتصادي يطبعه الركود واستمرار الفساد والفشل البنيوي في الورشات الكبرى: التعليم، الصحة، التنمية الريفية... ويزيد من مخاطر تهديده لحياة الناس هذه السنة الانخفاض المتسارع في أثمان المواد الأولية التي تشكل أساس صادرات البلد إضافة إلى سنة اتسمت مناخيا بقلة الأمطار في مناطق موريتانية وانعدامها الكلي في مناطق أخرى" حسب تعبيره.

و فيما يلي نص المقابلة التي أجراها " مركز الصحراء "

سؤال: في الآونة الأخيرة وقعت كتلتكم على ميثاق جديد ما الهدف منه وهل لنا أن نعرف المغزى من ورائه وهل هو ملزم للأطراف الموقعة أم لا ؟

عبد السلام ولد حرمة : هذا الميثاق الجديد كان لابد منه في ضوء المتغيرات الكبيرة التي عرفتها الساحة الوطنية، خصوصا ما تعلق بنهاية مسار تطبيق نتائج الحوار التي كانت في جوهرها مخيبة لآمال الشعب الموريتاني، وهي خيبة يتحمل الجميع قدرا من المسؤولية فيها بما في ذلك كتلة المعاهدة، كما أن تجربة اختبار تطبيق ما اتفقنا عليه أكدت أن هناك ثغرات لم ننتبه إليها سواء ما تعلق بالنصوص، أو آليات تطبيقها أو ما تعلق بقواعد العمل السياسي المشترك داخل كتلتنا في مناخ سياسي يحتاج عبوره الآمن إلى كثير جدا من الحصافة السياسية والقدرة على فهم واستيعاب التحديات الكثيرة وفي مقدمتها التعامل مع السلطة واختبار نواياها.

 

سؤال: في مؤتمركم الصحفي قلتم أنكم مستعدون للتنسيق مع القوى السياسية  المعارضة إذا وافقت على شروطكم ما هي هذه الشروط  وماذا لو رفضها ولد عبد العزيز؟

 

عبد السلام ولد حرمة: في الحقيقة نحن عبرنا عن استعدادنا للتنسيق مع الجميع بمن فيهم أحزاب الأغلبية؛ في ضوء الرؤية التي قدمنا، وهي رؤية تأسست على الإخفاق الكبير الذي تشهده البلاد في الجانب السياسي والاجتماعي والاقتصادي، فهناك علاقة سياسية تتراوح بين الخشونة والسوء  بين أقطاب  الساحة السياسية الفاعلين،  إلى جانب فتيل أزمة اجتماعية مشتعل، تزداد ضراوته على نحو متسارع مع الأيام، ووضع اقتصادي يطبعه الركود واستمرار الفساد والفشل البنيوي في الورشات الكبرى: التعليم، الصحة، التنمية الريفية... ويزيد من مخاطر تهديده لحياة الناس هذه السنة الانخفاض المتسارع في أثمان المواد الأولية التي تشكل أساس صادرات البلد إضافة إلى سنة اتسمت مناخيا بقلة الأمطار في مناطق موريتانية وانعدامها الكلي في مناطق أخرى.

 

سؤال: يتهمكم خصومكم السياسيون بأن كتلتكم  مجرد بيدق يحركه ولد عبد العزيز وقت ما شاء خاصة في الأوقات الحرجة ألا ترى أن توقيت خرجتكم الإعلامية الجديدة يثبت ذلك بتزامنها مع محاكمة بيرام واستئناف نشاط المنتدى؟

عبد السلام ولد حرمة:  من الطبيعي أن لا يوزع الخصوم غير الاتهام، مع أن خصوم السياسية النازعين إلى جلب المصداقية لمشاريعهم لا  ينتظر منهم إصدار اتهام غير معزز بالقرائن والأدلة؛ فمن دونهما سيكون هذا الطرف السياسي كالباحث عن ميدان رماية وهمي، في وقت هو في حاجة لأن يدخر ذخيرته لخصم حقيقي موجود على الأرض .

فما تقدمت به المعاهدة ثمرة حوار داخلي مضى عليه شهران في التحضير المباشر وأخذ كثيرا من الاتصالات واللقاءات؛ وليس مرتبطا بحادث معين ولا برغبة غير رغبة المعاهد في المساهمة في إيجاد حلول ومخارج لوضع سياسي وطني يراوح مكانه منذ سنوات.

 

سؤال: انتقدتم في وثيقتكم الوضع الاقتصادي والاجتماعي بشدة وحملتم حكومة ولد عبد العزيز مسؤولية ذلك هل من توضيح؟

 

عبد السلام ولد حرمة :  من الطبيعي أن ما قدمناه من تشخيص للحالة الاقتصادية والاجتماعية يتحمل المسؤولية فيها النظام وهو ما أكدناه، وقدمنا عليه الأدلة بالأرقام والشواهد، لكن مسؤولية البحث عن الخروج منه ليست مسؤولية النظام وحده بل مسؤولية الجميع.

 

سؤال: في الأشهر الماضية شهد حزبكم هجرة كبيرة لمعظم كوادره ما هي تأثيرات هذه الهجرة على وجود الحزب مستقبلا ؟

عبد السلام ولد حرمة: الهجرة عن الأحزاب وإليها ظاهرة سياسية موريتانية بامتياز، سواء كانت هذه الهجرة أو النزوح فردية أو جماعية، لكن تجارب وحقائق البلد أكدت أنها لم تكن على الدوام مؤشر صحة وعافية على من استقبلوا هذه الهجرة كما لم تكن على الدوام نذير سوء ووبال على من استدبرتهم.

\