لست سياسيا ولا أدعي العمق فى العلوم السياسية ولكن التعبير عن المشهد السياسي اليوم فى موريتانيا لا يحتاج إلى التخصص ولا إلى الغوص فى العلوم السياسية خاصة إذا كان المعبر علميا وينظر إلى الساحة السياسية من زاوية علمية بحتة، ولأكون أكثر دقة فى التعبير سأقرأ المشهد السياسي فى البلد سينماتيكيا (حركيا) ثم ديناميكيا كي أجد ما أعبر به أولا ثم ما أفهم التعبير عنه ثانيا.
بشكل عام يمكن تقسيم المشهد السياسي إلى أربع قوى متعاكسة فى الاتجاه وغير متكافئة إطلاقا ، هذه القوى عبارة عن محصلة لمجموعة من القوى السياسية التى تتحرك وفق مسارات مختلفة تماما فى الشكل، فمنها ما يسير بمسار مستقيم بسرعة متغيرة بتغير الظروف السياسية وبتسارع ثابت ، ومنها ما يدوربسرعة زاوية متغيرة ومنها ما يتحلق أو يسير فى مسار حلزوني لا يقدم ولا يؤخرلايؤثرولا يتاثر. تتوزع هذه القوى الأربعة على شكل زوجين من القوى : المعارضة بشقيها كزوج، والموالات وقوى الإعاقة كزوج آخر.
يتحرك أحد الزوجين (المعارضة بشقيها) فى اتجاهين متعاكسين تماما وبسرعتين متساويتين فى المقدارلكنهما ناتجتين من تأثير قوتين سياسيتين متساويتين فى المقدار ومتعاكستين فى الاتجاه ليسهل ذلك على القارئ حساب المحصلة النهائية لهما ولن أقول الصفرية لأن الصفر عدد مهم جدا لكنها تقترب منه من اليمين تارة وأحيانا تقترب منه يسارا حسب قوى التجاذب التى تحصل بين قطبي المعارضة شبه اليمينى المدعوم محليا من بعض القواعد الشعبية ومن بعض الأحزاب السياسية (زعامة المعارضة) واليساري المدعوم بالاشتراكي من جهة ولربما تلقى دعما صهيونيا خفيا أومن وراء حجاب(المنتدى ). طبيعة الحركة التي يتحرك بها هذا الزوج غريبة ولم أستطع قراءتها بشكل دقيق فهي حركة دائرية حلزونية جيبية تغير اتجاهها فى كل لحظة، سرعتها الزاوية متغيرة وترددها غير ثابت .
يتحرك الزوج الآخر(الموالات) بحركة مستقيمة ومتغيرة بانتظام بتسارع ثابت وعلى مسار مستقيم رسمه قائد مسيرة الإصلاح والتنمية ومحارب الفساد وطارد المفسدين السيد الرئيس محمد ول عبد العزيزفى برنامج واضح ، التف حوله غالبية الشعب الموريتاني بجميع أطيافه وشرائحه والوانه، استمد هذا الزوج الذي يضم النظام وحزب الاتحاد من أجل الجمهورية وجميع أحزاب الأغلبية قوته التي يتحرك بها وفق مساره المنتظم مما قام به من إنجازات عملاقة على المستويين الداخلي والخارجي، فقد حول جميع عواصم الولايات والمقاطعات إلى ورشات عمل فى جميع القطاعات، واستنهض الهمم وبعث روح الأمل فى الشعب بشكل عام وخاصة الشباب الذى كان يطمح إلى وطن يقاد بروح الوطنية وبدافع حب المصلحة العليا للوطن، وخارجيا شهدت البلاد نقلة نوعية لم تشهدها من قبل فقد أصبحت رقما صعبا فى المنطقة وحتى فى المنظومة الدولية فقد احتلت مكانها الذي يليق بها بعد ماكانت الغائب الذي لا يهم إن غاب والحاضر الذي لا يستشار إن هو حضر. احتلت الصدارة فى الأمتين العربية والإفريقية رغم ما يحيط بها من الأعداء وما بداخلها من قوى الإحتكاك السلبية ذات المسار المعاكس لاتجاه التقدم، والتى تحاول إعاقة الحركة والرجوع بنا إلى ما وراء الوراء تتمثل هذه القوى فى بعض الحركات العنصرية الغير مرخصة كإيرا وافلام ولا تلمس جنسيتي وما سار على شاكلتهم والمدعومة من طرف الكيان الصهيوني ومنظمات التنصير والتمجيس فى ثوب حقوق الإنسان الزائف.
ويبقى المشهد السياسي بوضعيته الحالية من وجهة نظر علمية بحتة تتوخى الموضوعية فى قراءتها، لكنه قادر على إعادة التشكيل فى أي وقت حسب المتغيرات المتوقعة والتي تلوح فى الأفق بين الفينة والأخرى كحوار جديد بين جميع الأقطاب قد يفضي إلى حل البرلمان والمجالس البلدية من أجل الوفاق وبالتالي تتشكل خارطة سياسية مغايرة للمشهد الحالي تتموقع فيها الأحزاب السياسية تموقعا جديدا.