تم اليوم الجمعة في انواكشوط التوقيع على الوثائق المتعلقة بالبرنامج الوطني للتغذية المدرسية بالشراكة بين وزارة التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح، ومفوضية الأمن الغذائي، والمندوبية العامة للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء (تآزر).
وتقضي هذه الاتفاقية باستفادة 57378 تلميذا من توفير الغذاء المدرسي خلال سنة 2021 في 153 كفالة مدرسية، تتوزع على جميع الولايات الداخلية، بكلفة مالية تبلغ 153.254.897 أوقية جديدة، تساهم فيها مندوبية "تآزر" بما مجموعه 119.046.671 أوقية جديدة، أي ما نسبة 78% من التمويل الكلي والباقي من نصيب مفوضية الأمن الغذائي.
وفي كلمة له بالمناسبة أكد وزير التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح محمد ماء العينين ولد أييه أن هذا الاتفاق يضع إطارا مستديما للشراكة في ميدان تطوير التغذية المدرسية لما لها من دور هام في النهوض بالمنظومة التربوية وتحسين الظروف المعيشية للفئات الهشة، مضيفا أنها تخدم عدة أهداف من السياسة العامة التي تنفذها الحكومة تجسيدا لبرنامج رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني (تعiداتي) الذي ينحاز إلى من يعانون الغبن والتهميش.
وقال ولد أييه إن توقيع البرنامج التنفيذي للبروتكول لسنة 2021 باستفادة ما يقارب 60 ألفا من التلاميذ في 12 ولاية من خدمات المكونة الوطنية من برنامج التغذية المدرسية سيرفع العدد الإجمالي للمستفيدين هذه السنة إلى 175944 تلميذا.
بدوره أكد مفوض الأمن الغذائي، احبيب ولد حام، أن هذه الاتفاقية الخاصة بتنفيذ البرنامج الوطني للتغذية المدرسية ستساهم في تعزيز الأمن الغذائي ومكافحة التسرب المدرسي؛ مبرزا أن هذا البرنامج الطموح يهدف إلى تشجيع التمدرس في الأوساط الفقيرة من خلال التكفل بتغذية الأطفال في جميع المستويات التعليمية حتى يتفرغوا للتحصيل المعرفي الذي سيمكنهم من تحسين ظروف أسرهم وكسر سلسلة الفقر داخل الأوساط الفقيرة وغير المتعلمة.
وأضاف أن مفوضية الأمن الغذائي تتعهد بتعبئة خبراتها في مجال التغذية الجمعوية وقدراتها اللوجستية لأجل إنجاز برنامج التغذية المدرسية على أحسن وجه باعتبارها ستتكفل باقتناء ونقل وتخزين المواد الغذائية وتوصيلها إلي 153 مدرسة ومؤسسة تعليم ثانوي في جميع الولايات الداخلية وتطوير الآليات الفعالة لضمان التموين المنتظم بالمواد المخصصة للكفالات المدرسية.
أما المندوب العام للتضامن الوطني ومكافحة الإقصاء، محمد محمود ولد بوعسريه، فأوضح أن التغذية المدرسية تمثل نقطة تقاطع بين اثنين من أهم برامج تدخل المندوبية العامة (تآزر) لكونها تمثل أحد المحاور الرئيسية لبرنامج شيلة التعليم الذي أطلقه فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني إبان إشرافه على افتتاح العام الدراسي 20-21، والذي تسعى من خلاله المندوبية العامة إلى دعم المدرسة الجمهورية، عبر إرساءِ مقاربةٍ جديدةٍ تهدفُ إلى تحويلِ المؤسساتِ التعليميةِ إلى فضاءاتٍ تربويةٍ مندمجة، توفر للتلاميذِ الشروطَ المطلوبة لعرض تعليمي ذي جودةٍ عالية ولحياة دراسيةٍ محفزة وملائمة.
وقال إن هذه الاتفاقية تشكل شبكة أمانٍ اجتماعي فعالة قادرة على المساعدة في امتصاص الصدمات الاجتماعية والاستثمار في رأس المال البشري. ونبه ولد بوعسرية إلى أن العملية التي تم التوقيع عليها اليوم تمثل أولى المراحل من برنامج طويل المدى، يهدف إلى تعميم التغذية المدرسية على كافة المؤسسات التعليمية في المناطق الهشة من البلاد.