بدأت اليوم (الثلاثاء) في نواكشوط أعمال ورشة تنظمها وزارة الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية لعرض السياسة الحكومية في مجال الصيدلة؛ وذلك بٱشراف وزير الصحة نذيرو ولد حامد، الذي أكد في كلمة بالمناسبة أن قطاعه شرع، منذ أكتوبر 2019، في "برنامج إصلاح موسع شمل كافة أركان المنظومة الصحية من موارد بشرية ومنشآت صحية وخدمات وأدوية، تنفيذا لبرنامج "تعهداتي" لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، ومراعاة لتوجيهات استراتيجية النمو المتسارع والرفاه المشترك والسياسة الوطنية للصحة".
وأضاف ولد حامد أن قطاع الصيدلة يعتبر من أهم محاور الإصلاح لعلاقته بجميع الخدمات ولما شهد لفترات من نقص في التنظيم والرقابة؛ مبرزا أن الوزارة "قامت بثلاث دراسات هامة تمثلت في: تقييم البرنامج الوطني لتنمية الصحة 2017-2020، وتحليل وضعية قطاع الصيدلة مع دراسة حالة مخزون مركزية شراء الأدوية والمستلزمات، وإجراء تدقيق فني وتنظيمي ومالي لنظام تموين البلاد من الأدوية والمستلزمات الطبية".
وقال إن مختلف هذه الدراسات "أظهر ضعف القطاع الصيدلاني من خلال عدم تنسيق الوظائف التنظيمية وفق التوجهات الإقليمية وضعف النظام الوطني لتوريد الأدوية وعدم ضمان الجودة ونقص الموارد البشرية الصيدلانية".
وأبرز أن حل هذه المشاكل يتطلب تطوير إطار مرجعي يسمح للحكومة ومختلف الجهات الفاعلة والشركاء، بتنسيق تدخلاتهم في نطاق السياسة الصيدلانية الوطنية التي تهدف إلى وضع نظام صيدلاني متكامل وفعال، والوصول إلى نظام تموين يضمن الولوج إلى أدوية ومستلزمات ذات جودة وبأسعار في متناول الجميع، وتحسين التعاون مع الأنظمة الصيدلانية العربية والإفريقية.
ممثل منظمة الصحة العالمية في موريتانيا، صيدو كابوري، أعرب - من جانبه - عن سعادته بالمشاركة في أعمال هذه الورشة التي "تهدف لولوج المواطنين إلى أدوية ذات جودة عالية"؛ مبرزا أن "موريتانيا من بين الـ 47 دولة التي وقعت على إنشاء المنظمة الإفريقية للدواء، وهذا ما يعكس اهتمام الدولة بتحقيق التغطية الشاملة للصحة".
وأوضح كابوري أن "جودة الأدوية ومحاربة تزويرها وإقامة نظام صحي جيد، يعتبر أولوية عالمية، وهو ما تم التعبير عنه في منظمة الأمم المتحدة ويحتل مكانة خاصة في السياسات خاصة برنامج 2023".
وبدوره أعرب، السفير، رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في موريتانيا، جياكو مو دورازو، عن سعادته بالمشاركة في هذه التظاهرة الهادفة إلى ترسيم خارطة طريق للولوج إلى أدوية ذات جودة عالية؛ مضيفا أن قطاع الصحة في بلادنا أصبح يمتاز بتسيير خاص ونظام مراقبة، مشددا على ضرورة جودة الأدوية، ومشيرا إلى أن الإتحاد الأوروبي مصمم على دعم الحكومة في سياساتها الهادفة إلى تطوير القطاع الصحي وتحسين جودة الأدوية.