قال وزير المياه والصرف الصحي، سيد أحمد ولد محمد، إن رؤية الوزارة إضافة إلى استراتيجيتها التي تقوم على خمسة محاور، هي الاستثمار في السدود بالمناطق الجنوبية والشرقية من البلاد لإنشاء مسطحات مائية كبيرة، تصفية المياه على مستوى مدينتي نواكشوط ونواذيبو، والتركيز على العمل على اكتشاف مصادر مائية في بعض المناطق الأخرى خصوصا في الشمال، ونقل المياه من نهر السنغال.
جاء حديث ولد محمد خلال جلسة علنية عقدتها الجمعية الوطنية امس (الاثنين) خصصتها للرد على سؤال شفهي وجهه النائب سيد أحمد محمد الحسن للوزير؛ اعتبر فيه أنه "بالرغم من الأموال الطائلة التي تخصص لوضع حلول نهائية لمشكل المياه في منطقة معينة من البلد، فإن ذلك الحلم غالبا ما يتلاشى عند الاختبارات الأولية للمشروع قبل أن يرى النور".
وتساءل عن الأسباب الكامنة وراء ذلك، مطالبا الوزير بتقديم تقييمه لمشاريع تحلية المياه في مدينتي أكجوجت ونواذيبو، التي قال إنها "ولدت ميتة"؛ داعيا ولد محمد إلى تقديم شرح لخطة عمل القطاع التي تستهدف توفير المياه في البلد على ضوء الجرد الذي قامت به الوزارة مؤخرا على مستوى الولايات.
وزير المياه والصرف الصحي أوضح، في معرض رده على السؤال الشفهي، أن تحلية المياه "تشكل إحدى الحلول المبتكرة والرائدة في مجال سقاية المدن خصوصا تلك المحاذية للمحيطات والبحار"؛ مبينا ما طبع تسيير الموارد المائية في البلد من ارتجالية؛ ومستشهدا على ذلك بمثال يسير إلى أن مدينة نواكشوط التي كانت تعتمد في مصادر المياه على محطة للتحلية، تم إهمال هذه المحطة بعد اكتشاف حقل إديني، وبعد الاستثمار في مشروع آفطوط الساحلي، تم التخلي أيضا عن حقول بحيرة إديني.
وأضاف ولد محمد أن "كل هذه الموارد كان من الأفضل ومن الضروري المحافظة عليها مجتمعة، منبها إلى أنه من غير المقبول أن تكون مدينة كبيرة تعتمد على مصدر وحيد لتوفير المياه"؛ مضيفا أن "فكرة تحلية المياه في مدينة نواذيبو لم تكن فكرة سيئة، فهي مدينة شاطئية وتعرضت لمجموعة من المشاكل في مجال توفير المياه وكان من الحلول المقترحة اقتناء محطة صغيرة للتحلية تنتج 5000 متر مكعب يوميا، مشيرا إلى أن المشكلة الملاحظة في هذه المحطة لا تتعلق بفكرة إنشائها وإنما تتعلق بطريقة تنفيذ هذه الفكرة".
وأكد أن هذه الاختلالات "تسببت في وجود أخطاء جعلت إنتاج هذه المحطة يتناقص من 5000 متر مكعب، وهو الانتاج المفترض، إلى 2800 متر مكعب، منبها إلى أنه على الرغم من كل ذلك فإن هذه الكمية ساهمت في سد جزء من النقص الملاحظ في المياه على مستوى هذه المدينة".