نظم مركز التواصل الإعلامي العربي الافريقي الخميس الماضي بفندق نواكشوط ندوة فكرية بعنوان مبادئ التسامح والحوار .. انطلاقا من وثيقة مكة المكرمة، بالشراكة مع رابطة العالم الإسلامي.
وأدار الندوة أساتذة وباحثون و حضرتها مديرة مكتب رابطة العالم الإسلامي السيدة مسعودة بنت بحام وجمهور من الطلبة والباحثين.
وشكرت السيدة مسعودة بنت بحام مديرة مكتب رابطة العالم الإسلامي في كلمتها الافتتاحية المركز على تنظيم هذه الندوة، منوهة بأهمية الموضوع الذي اختارته، وضرورة السعي إلى تكريس وتعزيز مبدأي الحوار والتسامح في الساحة الفكرية الإسلامية.
ومن جهته تحدث المستشار العلمي والإعلامي لمكتب رابطة العالم الإسلامي في نواكشوط أحمد النحوي عن وثيقة مكة و السياق العام لإصدارها مجملا أهدافها الأساسية ومنوها بالتوجه العام الذي قادت له.
أما رئيس المركز السيد بادو ولد محمد فال الذي قرأ نص وثيقة مكة المكرمة على الحضور، فأثنى على خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان مضيفا شكره لجهود معالي الدكتور محمد عبد الكريم العيسى أمين عام رابطة العالم الآسلامي في الإشراف على وثيقة مكة في كل مراحلها من التحضير إلى الإصدار.
وأكد ولد محمد فال في افتتاح الندوة إنها ستكون ـ بإذن الله ـ باكورة لسلسلة ندوات فكرية رصينة تجمع النخب الوطنية من مختلف المشارب وتمكن من تدارس ونقاش القضايا الفكرية ذات الأولوية بالنسبة لعالم اليوم وما يواجه فيها أمتنا العربية والإسلامية، مضيفا أن اختيار موضوع الندوة هذه لم يأت من فراغ بل فرضته مركزية موضوع التسامح والتعايش ضمن المشاغل الفكرية الراهنة لمفكري وعلماء وفقهاء ودعاة الأمة؛ في وقت يكاد فيه الإسلام دين التسامح والرحمة يكون ـ وفقا لما يريد أعداؤه ـ مرادفا للهمجية والعنف والإرهاب.
ونوه رئيس المركز إلى أنه وأمام هذه الهجمة الشعواء سعت القوى الحية والمنظمات الإسلامية، وفي مقدمتها رابطة العالم الإسلامي حثيثا خلال السنوات الأخيرة إلى الرد على الشبهات التي لا تنفك ـ عن سوء نية ـ تثار حول الإسلام، ومد جسور الحوار مع غير المسلمين من أتباع الأديان الأخرى، من أجل إظهار سماحة الإسلام وعدله وتسامحه ونبذه الظلم والعدوان، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيي عن بينة.
ويشار إلى أن وثيقة مكة صدرت قبل عامين في 1440ه برعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، وكانت ثمرة نقاش علمي معمق شارك فيه 1200 من خيرة علماء المسلمين، ويعول عليها لأن تكون الأرضية والأساس للحوار الواعي والتعامل المتسامح مع الآخر والانفتاح عليه في حدود التمسك بالهوية والدفاع عن المعتقد.