"لقد سلبنا اللصوص ليلة البارحة و اعتدوا علينـا وعلى جيراننا ثم على الذين يلونهم" تتدخل سيدة أخرى رثة الملابس هيأتها تدمي القلوب: "لقد فعلوها بنا للمرة الثالة خلال شهر واحد , أخذوا كل مالدينا و الحمد لله أنهم لم يقتلونا فقد كانوا مسلحين" ........
أحاديث ووقائع كنت أسمعها يوميا , بل وعلى مدار الساعة خلال عطلتي السنوية مع الاهل في موريتانيا .بل إن أحد الضحايا و بعدما داهم اللصوص بيته ذهب إلى فرقة الدرك المرابطة في الشارع العام -مرابطة وليست متنقله فى الشوارع المظلمه- فاجأوه بأنه ليست لديهم إلا سيارة واحده وعليه الانتظار حتي تحضر!
ربما يكون الرجل ذا حظ ولا يبتعد اللصوص حتي يحضر الدرك أو الشرطة !هذا ما حدث به نفسه وهو راجع إلى بيته بخفي حنين.
أحداث تفرض عليك آلاف الأسئلة : هل هذه هي نواكشوط أم Bogota / Kolombia أم ,Mexico City أم Reo de Jeneiro???
من أصعب الأمور في حياة الناس أن ينام الإنسان غير آمن على نفسه أو ماله أو عرضه .... والغريب في الأمر أن حكومتنا بصفتها المسؤولة الأولى أمام الله والرأي العام تتصرف كما لو أنها لا تشعر بحجم الكارثة أما سياسيونا وهيئات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان فإنهم لا يعيرون هذا ألموضوع أدنى اهتمام فلم نسمع عن مهرجانات ,مظاهرات أو مؤتمرات صحفية للحديث عن هذه الظاهرة الخطيرة .
طبعا نسمع دائما عن تفكيك الشرطة لعصابات إجرامية في مقاطعة كذا وكذا وبغض النظر إن كانت هذه الأخبار صحيحة أم لا فإنها لم تأت بفائدة حتي الان علي الأقل , فالمتابع يدرك دون كبير عناء أن الجريمة في ازدياد والمجرمون حدث و لا حرج!!!!
والأغرب حين تسمع قصصا بالتواتر عن عودة مجرمين بعينهم إلي الشارع بعد فترة وجيزة من اعتقالهم ! حتى إن البعض يتهم أجهزة الأمن بالتعاون مع هؤلاء اللصوص (...) !! إن بلدا هذا حال رجال أمنه ـ فيما لو صحت هذه الاتهامات ـ .يتجه دون أدنى شك نحو سلم السقوط والجهل والإنحطاط....
السؤال الذي يطرح نفسه هل تجهل السلطات هذا الوضع الخطير أم تتجاهله؟ الواقع أن كلا الأمرين أحلاهما مر .
حقيقة ليس من الصعب حماية شوارعنا ومواطنينا الأبرياء إذا ماتوفرت العزيمة و الارادة .آن لخطة نواكشوط الأمنية أن تتغير ولو جزئيا طالما أنها لم تؤت أكلها وهذا طبعا مع الاستفادة من تشكيلاتنا الأمنية الشرطة ،الدرك ,الحرس ...... يجب توزيعهم في الشوارع وفق خطة تراعي مناطق الجريمة في المدينة . كما يجب تفتيش هذه الفرق الأمنية والتأكد من قيامها بمهامها من عدمه ,وعلي السلطات زيادة رواتب العناصرالأمنية مما يشجعها على العمل , وهو تقليد متعارف عليه في دول العالم .
كما علي المشرع الموريتاني سن قوانين جديده صارمة , ويتوجب علي الحكومة تنفيذ هذه الاحكام بمافيها تطبيق خكم الاعدام ضد هؤلاء القتلة أمام مرآى ومسمع الجميع ,
وصدقوني لن يتجرأ بعدها أحد على التطاول على ممتلكات الأ برياء وأعراضهم , وسيحسب المجرم ألف حساب قبل القيام بأي عمل قذر كهذا. أما ذا ترك الوضع كما هو فلا تستبعدو أن تروا السلب و النهب ومذابح في وضح النهار, و في هذه الحالة قد يلجأ الناس لتشكيل لجان شعبية للدفاع عن أنفسهم قيما لو عجزت الدولة عن ذالك. وقد تحيي مجددا ثقافة الثأر و تعود أرض السيبة ......
على كل حال يجب على الأجهزة الأمنيه أن تتخذ استراتيجية أمنية حقيقية جديدة فهذه أموالنا وأعراض بناتنا وأمهاتنا ويجب حمايتها مهما كلف الثمن.
وفي الأخير أقدم تعازي القلبية- وبالنيابة عن عائلة أهل صلاحي-لعائلة الشهيدة زينب بنت الخضير راجين لهم الصبر والإحتساب