مولايَ أنت المجيبُ *** تشفي و أنت الطبيبُ
و ها أنا لهواني *** أكاد ضعفا أذوبُ
وحدي أقاوم عجزي *** وقد غزتني الذنوبُ
و الكلُّ مني بعيدٌ *** إلاَّكَ أنتَ القريبُ
كفى بقربك منجىً *** إذْ منْ سواكَ يجيبُ؟!
ومن سواك ملاذي *** و من سواك الحسيبُ ؟!
بك امتلأتُ وحسبي*** بك الوحيدُ النصيبُ
إذا رضيتَ فمالي ***بالعالمينَ سُبَيْبُ
فالحمدُ عند ابتلائي *** لمَّا تدورُ الخطوبُ
و الحمدُ عند اهتدائِي *** للحمدِ حينَ أذوبُ
و الحمدُ أن قَصِيدِي *** في الذِّكرِ بحرٌ طروبُ
ما بينَ بسطٍ و قبضٍ *** بالعدوتيْنِ أجوبُ
مجرَّدٌ منْ وُجودِي *** إذْ في الجلالِ أغيبُ
و ليسَ لِي عنكَ بُدٌّ *** و لا مقامٌ رحيبُ
و أينَ لِي يا إلهِي *** إلاَّكَ أنتَ المجيبُ ؟!
فكمْ دعاكَ سقيمٌ *** و كمْ رجاكَ سليبُ
؟! و كم تضرَّعَ فقراً*** يرجُو النّوالَ خطيبُ ؟!
و كم إليك أناختْ *** في الليلِ ثَمَّ القلوبُ؟!
و ها أنا يا ملاذي *** تكالبتنِي الكروبُ
وليس لي في افتقاري *** إلاَّ إليكَ الهروبُ
بالبابِ أطرقُ حاشَى *** من جاءَ حبواً يخيبُ
أرجو شفاءً سريعاً *** من كلِّ داءٍ يُصيبُ
و هل تَرى لرجائِي*** بعد الشفاءِ نُضوبُ ؟!
من جاء بابَ كريمٍ ***ثَمَّ السُّؤالُ يطيبُ
أنا الذي خَلْفَ خطوي ***من الخطايا العجيبُ
خمسونَ أَرسُفُ فيهاَ ***و مَا ارْعَوانِي المَشِيبُ
في كلِّ ليلٍ خطاياَ *** و كلِّ يومٍ عيوبُ
كأنَّ عمري يبابٌ *** أخنَى عليهِ الهبوبُ
غداً إليكَ مآلِي *** فقدْ تدانَى الغُروبُ
فاغدقْ عطاياكَ إنِّي *** لولاَ العَطاياَ أخيبُ
و كُنْ أنيسِي بِدارٍ *** بهَا السَّليبُ غريبُ
مَالِي سوى أنَّ قلبِي *** بكَ الكريمُ رطيبُ
و أنَّ لطفكَ سرٌّ *** به الفؤادُ خصيبُ
مولايَ يقصرُ شعرِي ***و الحاجُ بعدُ كثيبُ
مهما يقالُ بأنِّي*** مفوَّهٌ و أريبُ
فأنتَ أعلمُ منِّي *** أنتَ العليمُ الرَّقيبُ
و الفقرُ حالِي و عُمرِي ***بَدا عليهِ الشُّحوبُ
فالطفْ تكرَّمْ تجاوزْ*** و ارحمْ غداةَ أَؤُوبُ
بجاهِ خيرِ البراياَ ***ذاك الشفيعُ الحبيبُ
لولاهُ ظلَّتْ حيارَى*** في التِّيهِ ثَمَّ شُعوبُ
و ما تَراجَع غَيٌّ ***و ما استقالتْ حروبُ
و ما تضرَّع شعراً*** للهِ قبلُ أديبُ
صلَّى عليهِ إلهِي ***ما هبَّ ريحٌ جنوبُ
و ما استمالَ شمالٌ ***و ما استفاضَ نسيبُ