اعتبر أستاذ التعليم الثانوي محمد محمود ولد أحمد سالم أن تشخيص واقع التعليم في موريتانيا يستوجب مراجعة المسار الذي سلكه خلال العقود والسنوات الماضية؛ مبرزا أن من أهم تلك الاختلالات التي مرت بها المنظومة التعليمية الوطنية هي ما اتسمت به من ارتجالية.
وقال ولد أحمد سالم، في حديث عبر برنامج "حوار" الذي تبثه قناة "البرلمانية"، إن أغلب من أسندت لهم مهام تسيير القطاع وإصلاحه والنهوض به وضعوا له برامج وسياسات جيدة من الناحية النظرية لكن عدم الجدية و الصرامة في التطبيق هي ما أفرغ تلك السياسات والإصلاحات من مضمونها وحولها لإخفاقات متلاحقة.
وأوضح أن إصلاح 1999 كان جيدا ويلبي متطلبات الواقع الموريتاني خاصة من خلال الجمع بين اللغة العربية التي تعكس هوية البلد المغاربية واللغة الفرنسية التي تربطه بانتمائه الغرب إفريقي.
واكد ان هذه المقاربة الإصلاحية التي مكنت من تدريس كل المواد باللغتين معا، وبالتالي وجود كل التلاميذ في نفس القسم بحيث ساهم ذلك في تعزيز الانسجام الاجتماعي وتقوية اللحمة الوطنية.
غير أن غياب المتابعة وعدم تطبيق إجراءات مصاحبة لإنجاح هذا الإصلاح وتجسيد الأهداف الوطنية الكبرى التي يرمي لتحقيقها؛ أعاق هذا الإصلاح وافشل تلك السياسة الوطنية المنسجمة والطموحة.