شارف عام 2014 علي الانتهاء بعد أن شهد العديد من الأحداث السياسية البارزة في موريتانيا ، وفيما يلي جرد لأهم تلك الأحداث:
- مقال مسيء للرسول لكاتب موريتاني.. يثير غضب الشعب
شكل إقدام شاب موريتاني علي نشر مقال اتهم فيه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالعنصرية وبالتمييز ضد الأقليات غير المسلمة وبالكيل بمكيالين وبالانحياز لقبيلة قريش علي حساب يهود بني النضير والقبائل الأخرى استياء واسعا في أوساط الشعب الموريتاني الذي خرج للتنديد والمطالبة بإعدام الشاب حيث لم يوقف من حدة الاحتجاجات قرار احد قضاة الإدعاء في العاصمة الاقتصادية نواذيبو في 14 من يناير بحبس ولد امخيطير على خلفية شكاوي رفعت ضده من مواطنين ومنظمات وهيئات للعلماء والأئمة الموريتانيين.
مقال ولد امخيطير وإن كان ابرز حدث في نصف السنة الأول فإن الحكم عليه قبل أيام بالإعدام رميا بالرصاص، يعد ضمن ابرز الإحداث في نصف السنة المنصرم.
- المعارضة ترفض المشاركة في الانتخابات الرئاسية
اعلنت أحزاب المعارضة الرئيسية في موريتانيا في مايو/ أيار أنها ستقاطع انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها في 21 يونيو/ حزيران، في خطوة قد تهدد شرعية الانتخابات.
وبررت المعارضة مقاطعتها للانتخابات بتحديد موعد الانتخابات بطريقة أحادية لا تقدم أي ضمان بالشفافية والأمانة والمصداقية، داعية كل الفاعلين لمقاطعة الانتخابات.
- ابرز المرشحين للرئاسيات ينسحب من السباق
من بين ابرز الاحداث التي شهدها 2014 في موريتانيا اعلان المرشح للانتخابات الرئاسية أحمد سالم ولد بوحبيني، انسحابه من السباق الرئاسي.
وقال ولد بوحبيني إن انسحابه يأتي بعد تأكده من أن جميع المؤشرات توحي بأن السباق سيكون "أحاديا وإقصائياً ومعروف النتيجة سلفاً"، مشيراً إلى أن "ضمانات الشفافية فيه غير متوفرة".
وأضاف ولد بوحبيني أن انسحابه يأتي أيضاً بعد اتصالات أجراها مع المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة، طلب خلالها رئيس المنتدى منه الانسحاب والانضمام لخيار المقاطعة.
واعتبر ولد بوحبيني أن ترشحه للانتخابات "في هذه الظروف لا يخدم الديمقراطية في موريتانيا"، مؤكدا تمسكه في التغيير من أجل بناء دولة القانون والعدالة والمساواة، على حد تعبيره.
- ولاية رئاسية ثانية لولد عبد العزيز
فاز الرئيس الموريتاني الحالي محمد ولد عبد العزيز في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد في يونيو 2014 ليقود البلاد لولاية جديدة مدتها خمس سنوات.
وفاز ولد عبد العزيز بنسبة 81.89%. ولم تشارك أحزاب المعارضة الرئيسية الانتخابات ودعت الشعب الموريتاني إلى مقاطعتها، ووصفت الانتخابات بأنها صورية.
واعتمدت الحملة الانتخابية لولد عبد العزيز على نجاحه في محاربة الجماعات المسلحة المرتبطة بالقاعدة في بلاده وفي دول الساحل المجاورة.
- أطول مسيرة علي الأقدام في تاريخ البلاد
ومن الأحداث التي ميزت العام المنصرم بموريتانيا كذلك المسيرة التي نظمها عمال شركة موريتانية قطعوا خلالها حوالي 600 كلم قبل أن تمنعهم السلطات من دخول العاصمة نواكشوط، غير أن العمال دخلوا في اعتصام هو الأطول أيضا على مشارف العاصمة استمر لأكثر من شهر، وانتهى بعقد صفقة دفع ثمنها قادة المسيرة بفصلهم من العمل، مقابل تلبية مطالب باقي المحتجين.
- محاكمة المرشح الحاصل علي المرتبة الثانية في رئاسيات 2014
من ابرز الاحداث السياسية التي شهدها العام المنصرم في موريتانيا اعتقال السلطات الموريتانية الناشط الحقوقي والمرشح الرئاسي الحاصل علي المرتبة الثانية، بيرام ولد عبيدي، رئيس مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية (إيرا)، كما اعتقلت نائبه، إبراهيم ولد بلال، وعدداً آخر من قيادات الحركة، وذلك على مشارف مدينة روصو جنوب البلاد، حيث كانوا على رأس قافلة حقوقية في طريقها إلى منطقة الضفة للتوعية بمخاطر "العبودية العقارية".
واعترض الدرك الموريتاني قافلة الحقوقي قبل وصولها إلى مدينة روصو عاصمة ولاية اترارزة، وطالبهم بعدم الدخول من دون ترخيص من السلطات، وهو ما رفضه الحقوقيون قبل أن يتم تفريقهم بالقوة حسب المصادر الأمنية.
وقد سبب اعتقال بيرام أزمة دبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي، الذي أصدر بيانا عقب اعتقاله انتقد فيه بقوة لأول مرة أوضاع حقوق الإنسان في موريتانيا، وهو ما دفع البرلمان الموريتاني إلى مطالبة الحكومة باتخاذ رد سريع على بيان للاتحاد الأوروبي.
وبادر الرئيس ولد عبد العزيز بإصدار تصريحات نارية ضد الاتحاد الأوروبي وصف فيها الأوربيين بـ"البخلاء"، ورأى فيها أن بيان الاتحاد الأوربي بشأن حقوق الإنسان في موريتانيا هدفه إجبار نواكشوط على الرضوخ لشروط الأوروبيين المتعلقة باتفاقية الصيد مع البلاد.
- تقسيم العاصمة
ومن ابرز القرارات الادارية التي اتخذتها الموريتانية في 2014، قرار تقسيم العاصمة نواكشوط إلى ثلاث ولايات (محافظات) في خطوة هي الأولى في تاريخ البلاد، حيث أعلن أن العاصمة نواكشوط باتت ثلاث محافظات تضم كل منها ثلاث مقاطعات رئيسة، ويديرها محافظ مستقل.
- نهاية مأمورية ولد عبد العزيز في رئاسة الاتحاد الإفريقي
وفي أول كانون الثاني/ يناير 2015، تودع موريتانيا رئاسة الاتحاد الأفريقي، بعد سنة قضاها رئيس البلاد ولد عبد العزيز على رأس هذه المنظمة، وتمكن خلالها من النجاح في حل بعض أزمات القارة، كالخلاف في ساحل العاج والأزمة في مالي وبوركينافاسو.. غير أنه أخفق في حل قضايا أخرى في القارة.