التعليم كحاجة من حاجات الشباب الاساسية / السيد ولد هاشم

أربعاء, 2014-12-31 16:51

يلعب التعليم بمختلف مراحله دورا اساسيا في بلورة ملامح الهوية الوطنية لدي الشباب ، فقد جاء التعليم كعملية تجنيد وتعبئة مساندة في خلق الوعي الجماعي لدى الشباب، وقد تميز الشباب بانه اداة تغيير اساسية في كل ما يتعلق بالوضع الاجتماعي في المراحل المختلفة التي مر بها،

ومما لا شك فيه ان علاقة الشباب بالهوية الوطنية اليوم باتت بحاجة إلى مدخلات تختلف عن تلك التي كانت سابقا، لذا ومن اجل الانطلاق في عملية المشاركة الشبابية في تعزيز الهوية الوطنية والمساهمة فيها والتفكير في تجديدها نحتاج إلى تعزيز مكانة قطاع الشباب ومنحه فرصة المشاركة وتمكينة من التعرف عن طريق التعليم على قواعد الهوية نظريا وعمليا لانها اساس نجاح شريحة الشباب.

ان التجاوب مع الشباب بكافة فئاته والتجاوب مع مطالبه، وتوفير الفرصة له ليعلن عن نفسه، وألا يترك للمؤثرات الخارجية الإنفراد به  بشكل قد نعجز عن مواجهته ان بقى هذا الفئة مهملة(تعاني من وطأة الفقر البشري), وان التعليم هو اساس التوجيه الفعلي للشباب واساس دفعهم لفهم متطلباتهم والدفاع عن حقوقهم والمطالبة بحاجاتهم بما يتماشى مع الواقع الاجتماعي المعاش.

وان العملية التعليمية مهمة في حياة الشباب والانشطة المختلفة المخطط لهــا بمنهج علمي لا تقل اهمية ايضا، المشكلة مزدوجة بدايتها المسؤولون عن التعليم كطرف اول ونهايتها تكمن داخل الشباب انفسهم، الذين يعتقدون انهم بمجرد حصولهم على الشهادات يكونون قد حققوا الحلم وقد تناسوا حق الدولة عليهم واحتياج المجتمع اليهم في تكملة المسيرة التنموية للبلاد.()فشبابنا - الذي يمثل ثلثي المجتمع  -

مازال يخضع لأنظمة تعليمية واجتماعية غير صالحة للعصر الذي يعيشون فيه, ولا تلبي أدنى مطالب حياتهم اليومية, فلا تزال المناهج التعليمية والمقررات الدراسية تنتمي لما قبل عصر المعلومات والاتصال والعولمة الجارفة, ولا تتناسب مع متطلبات الشباب وأفكارهم وطموحاتهم, ونضع الحواجز أمامهم لكبح جماح رغباتهم ومحاصرة طموحاتهم, ومازلنا ندفع بأعداد كبيرة منهم وخاصة المتعلمين إلى البحث عن مجتمعات جديدة تفتح لهم مجالاً لتحقيق طموحاتهم وتلبي رغباتهم وأحلامهم, فامتصت الدول المتقدمة نخبة المتعلمين والطموحين والجادّين من شبابنا ووصلت أعدادهم في بعض الدول إلى آلاف,وهذا ما نعانيه اليوم من هجرة العقول الموريتانية التي  لم نستطع استيعابها وتحقيق مطالبها, فجزء من  شباببنا هنا انجرف وراء الجريمة بانواعها, وجزء كبير جذبته قوى التطرف والعنف وعالم المخدرات والكحول.لذلك فالشباب هم عماد الأمة وهم أمانة في أعناق المجتمع والدولة،ومن هنا تبرز ضرورة التعاون والتنسيق بين أوساط التربية المختلفة من مؤسسات تعليمية ودينية وإعلامية في ميدان تربية الشباب وإعدادهم ووقايتهم من الأخطار التي تهددهم، والإسهام في حل مشكلاتهم وتوجيهم نحو الأفضل,فالشباب هم راس المال البشري الذي لا يمكن أن يقابل بثمن.