مدينة شنقيط عود على بدء، مهرجان المدن القديمة في طبعته الثانية يحط الرحال في شنقيط من جديد، محولا هدوء تلك المدينة الوادعة، إلى مدينة تعج بالضجيج، ضجيج تختلط فيه أصوات محركات السيارات اليابانية رباعية الدفع بحناجر، ومزامر الفنانين في أماسي المهرجان، الذي يعتبر الحدث الثقافي الأبرز خلال السنة.
النسخة الثانية من مهرجان المدن القديمة في شنقيط لم تحظ بالزخم الإعلامي المعهود، وربما ساهمت شائعة غياب رئيس الجمهورية عن المهرجان في الفتور الإعلامي الذي صاحبه، ولم تكن الخلافات السياسية المحلية بمنأى عن المشهد، فحتى الثقافة لم تفلح على ما يبدو في توحيد السياسيين، الذين تتعدد مشاربهم، ومواقفهم، وربما أهدافهم من هذا المهرجان.
آلاف المواطنين، والسياح الأجانب بدؤوا التوافد على شنقيط، في انتظار انطلاقة المهرجان، في جو قارس البرودة، برودة يأمل الشنقيطيون أن تحد منها حرارة الأماسي الفنية، بعد أن وصلت فرق فنية متعددة، كل منها يريد عرض بضاعته في سوق عكاظ الثقافة الموريتانية.
على مدى أسبوع كامل ستكون شنقيط محط أنظار الجميع، في فرصة نادرة، تنفض الغبار عن عاصمة البلاد التاريخية، التي كاد يطويها النسيان، كما يشكل المهرجان فرصة اقتصادية نادرة، حيث ستضخ مئات الملايين من الأوقية في هذا الحدث، ما يجعل السكان المحليين يستفيدون بشكل ملموس من ريع هذا المهرجان.
وبعد العاشر من الشهر الجاري يلملم الجميع أغراضهم، ويطوون حقائبهم في رحلة العودة إلى انواكشوط، لتبقى شنقيط وحيدة صامدة شامخة تقاوم الزمن، وعصية على الاندثار، كما ظلت على مى مئات السنين.