اختتمت الليلة البارحة في جامع النور بالسبخة أعمال الندوة العلمية الإسلامية الدولية السابعة والعشرين بحضور عربي ودولي كبير يتقدمه وزير الأوقاف الفلسطيني سماحة الشيخ يوسف الدعيس وخلال كلمته الختامية أكد فضيلة الشيخ محمد الحافظ النحوي أن موريتانيا دولة وشعبا هي مع القدس ومع مناصرة الأقصى الشريف أولى القلبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وفيما يلي البيان الختامي للندوة : البيان الختامي لأعمال الندوة العلمية السابعة والعشرين تحت الرعاية السامية لفخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية، نظم التجمع الثقافي الإسلامي الندوة العلمية الإسلامية السابعة والعشرين بانواكشوط أيام: 06-10ربيع الأول عام 1436 هـ الموافق 29 دجمبر - 2 يناير 2015غ، وكان موضوعها الأساسي لهذا العام: الأخلاق المحمدية ودورها في معالجة أمراض البشرية .
وقد افتتح الندوة معالي الفقيه أحمد بن أهل داوود، وزير الشئون الإسلامية والتعليم الأصلي، بحضور السيد وزير التعليم العالي، والسيد رئيس المجلس الأعلى للفتوى والمظالم وعدد من المسئولين السامين والنواب والعمد وغيرهم من المنتخبين في موريتانيا.
وقد ازدانت الندوة بحضور معالي الدكتور يوسف الدعيس وزير الأوقاف والشئون الدينية في دولة فلسطين على رأس وفد هام ، والمفكر الإسلامي الكبير سعادة الدكتور عبد المجيد النجار من تونس، عضو المجلس الأوروبي للإفتاء، وضيوف كرام من المملكة العربية السعودية والسنغال وغينيا، فضلا عن عدد من رؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية، وجمع غفير من العلماء والدعاة والباحثين وطلبة العلم.
وقد دارت أعمال الندوة حول الأخلاق المحمدية ودورها في معالجة مشكلات البشرية، وتطرقت في هذا الصدد إلى مجموعة من القضايا ذات الصلة بالقيم الإسلامية المستمدة من الشمائل المحمدية، وبما تقتضيه هذه القيم من النهوض للدفاع عن الجناب النبوي الشريف في وجه المستهزئين والمتطاولين، ومن الذب عن سائر حرمات الأمة وفي مقدمتها المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف المعرض للخطر الداهم نتيجة الغطرسة الصهيونية وتخاذل العرب والمسلمين. وقد شملت أعمال الندوة مسابقات في المديح النبوي إنشاء وإنشادا وفي استظهار السيرة النبوية، كما شملت حلقات حوار فكري وسمر شعري نظمت بالتعاون مع الاتحاد الوطني للأئمة واتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين. كما نشر عدد من المواقع والصحف، و بث عدد من القنوات الفضائية والإذاعات المحلية والخارجية مقالات وتقارير وبرامج خاصة واكبت الندوة وعالجت القضايا المطروحة فيها، وخصوصا الشمائل المحمدية.
وقد خلص المشاركون في الندوة إلى تأكيد ضرورة التمسك بالأخلاق المحمدية باعتبارها الأداة الأساسية لمعالجة ما تمر به الأمة من وهن وضعف وما تواجهه في مقدساتها وحرماتها وكيانها من عدوان واستضعاف. ويتطلب النهوض بالأمة من وهدة التخلف والتمزق والاستضعاف عودة صادقة جامعة إلى السيرة النبوية العطرة، من أجل دراستها وتدريسها بطرائق حصيفة، تيسر استكناه أسرارها، وتذوق لطائفها، وصولا إلى ما يقتضيه فهمها من التخلق والتحقق بأخلاق النبي صلى اللـه عليه وسلم، واستمداد القوة منها في مواجهة عاديات الزمن، والاستنارة بها في التعامل مع الذات ومع الآخر؛ فقد بعث اللـه نبينا عليه الصلاة والسلام رحمة للعالمين، وجعله مختصرا جامعا لمكارم الأخلاق، وأودع في سيرته العملية وفي سجاياه السنية الترياق الشافي لما تعانيه البشرية من حيف وظلم، وغلو وتطرف واقتتال. ونظرا لمركزية القضية الفلسطينية، ولمكانة القدس الخاصة في الإسلام، وإدراكا لخطورة ما تتعرض له من محاولات مسخ وتهويد على يد سلطات الكيان الصهيوني الغاصب، فقد طالب المشاركون بهبة حكومية وشعبية للذود عن المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ولنصرة القضية الفلسطينية بوجه عام.
ومن ناحية أخرى، سجل المشاركون بارتياح ما حصل من استجابة لتوصيات صدرت عن الندوة في دورات سابقة بشأن إيلاء التربية الإسلامية المزيد من العناية ورفع معدلاتها في الامتحانات، وهم يغتنمون المناسبة للدعوة إلى ما يلي: إدراج الشمائل المحمدية، والأخلاق المصطفوية بخاصة، في مناهج التدريس في سائر مراحل التعليم ومؤسسات التكوين، وذلك بطرائق حصيفة وبمضامين جاذبة تكفل حسن تنشئة الأجيال الصاعدة على أخلاقه صلى الله عليه وسلم؛ الاستفادة من ثورة المعرفة وتقاناتها من أجل التعريف على نطاق واسع بالرحمة المهداة والبلاغ عنه، عليه الصلاة والسلام؛ تنظيم مسابقات لتشجيع البحث العلمي الرصين حول الشمائل المحمدية وأثرها في تزكية النفوس وإصلاح أحوال الأفراد والمجتمعات ماضيا وحاضرا ومستقبلا؛ التنافس في إنشاء أندية للمحبة، يتبارى فيها المادحون، إنشاء وإنشادا، من أجل حداء الأرواح وغرس واحات العشق النبوي في حنايا النفوس.
والله ولي التوفيق نواكشوط في 10 ربيع الأنور 1436هـ/ 2 يناير 2015غ