ترأس وزير الصحة السيد سيدي ولد الزحاف، اليوم الاثنين في فندق انواكشوط، حفل افتتاح مركز "الامتياز" لختان الإناث، وهو المركز الذي جاء ثمرة للتعاون بين الجمعية الموريتانية لتنظيم الأسرة، والاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة "إقليم العالم العربي".
ويهدف المركز إلى بناء قدرات الجمعيات في إطار القضاء على ختان الإناث، والتمكين الاجتماعي والاقتصادي لضحايا الختان، إضافة إلى جودة الرعاية في تقديم الخدمات المتعلقة بالصحة الجنسية والإنجابية، والدعوة المبنية على الأدلة في إطار ختان الإناث والتحسيس والإنارة حول الظاهرة.
ولدى ا افتتاحه أعمال التظلهرة أوضح وزير الصحة أن صحة الأم والطفل تشكل أهم محاور تعهدات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، وتماشيا مع ذلك تم وضعها كأول محور من محاور المخطط الوطني لتنمية قطاع الصحة 2021-2030، مضيفا أنه تم تكليف إدارة خاصة بهذا المحور ضمن الهيكلة الجديدة للوزارة باسم مديرية صحة الأم والطفل.
وأوضح أنه في إطار البرنامج الموسع أعطى رئيس الجمهورية تعليماته بخفض التكلفة الجزافية لعلاجات الحمل والولادة والتكفل بالأطفال حديثي الولادة ومجانية الحالات المستعجلة والحجز الطبي بالإنعاش وتعميم مجانية نقل المرضى بين المؤسسات الصحية، وهو ما يسهر قطاع الصحة على تجسيده على امتداد التراب الوطني.
وبخثوص ختان الإناث، والعنف القائم على النوع، أوضح الوزير أنه يشكل عقبات صحية ونفسية وشرعية تحول دون ضمان ظروف مناسبة لتحقيق صحة الأم والطفل، فضلا عن أنها تمثل انتهاكا لحقوق النساء، مشيرا إلى أن مجابهة هذا المعضل يتطلب العمل على توفير التكفل بأضراره في مراكز طبية متخصصة، كما يتطلب الكشف عن الضحايا وتوجيههن إلى تلك المراكز والعمل على تغيير العقليات والنظم الاجتماعية الحاضنة للظاهرة.
وشكر الوزير الجمعية الموريتانية لتنظيم الأسرة والاتحاد الدولي لتنظيم الاسرة (إقليم العالم العربي) على الدعم والتعاون المثمر، متمنيا أن يستمر هذا النهج حتى الوصول إلى صحة إنجابية أفضل بالبلد.
أما الأستاذة مريم بنت أحمد عيشه، رئيسة الجمعية الموريتانية لترقية الأسرة، فقد ثمنت حرص الحكومة الموريتانية على الاستجابة والإصغاء الدائم لهيئات المجتمع المدني، سبيلا إلى المساهمة في تنمية ورقي البلد تطبيقا لبرنامج الرئيس الموريتاني.وأضافت أن الجمعية التي ترأس تعتبر أول جمعية غير حكومية تأسست في البلد، مشيرة إلى أنها اليوم تستضيف ضيوفا من الاتحاد الدولي الذي تنتمي إليه، والذي يضم 180 دولة حول العالم.
وبينت أن إنشاء مركز امتياز دولي، يعنى بالقضاء على ظاهرة الختان، يعتبر أمرا مهما ومفيدا للمستفيدين والقائمين على الشأن الصحي والاجتماعي في البلد، وأشادت الأستاذة بنت أحمد عيشه، بما يتضمنه برنامج القطاع الصحي الوطني، واستعرضت جوانب من تعاون جمعيتها مع القطاع الصحي، مشيرة إلى أن من مظاهر ذلك التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة والاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة والجمعية الموريتانية لترقية الأسرة.
وأوضحت أن الجمعية تكفلت بمنح مقر رسمي دائم لمركز الامتياز الدولي بمقاطعة دار النعيم، مشيرة إلى أنه يوفر للمواطنين ذوي الدخل المحدود، الخدمات الصحية بأعلى جودة وبدون تكلفة تذكر، وكذا كل المراكز التابعة للجمعية في مقاطعات انواكشوط الثلاث وولاية كوركول وداخلت انواذيبو وولاية اترارزه ولبراكنه وكيدي ماغه ولعصابه والحوض الشرقي.
من جانبها ثمنت المديرة الإقليمية للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، إقليم العالم العربي، السيدة فدوى باخدة، الجهود الحكومية المبذولة في إطار الصحة الإنجابية والنهوض بصحة المرأة والأسرة.واعتبرت أن ختان الإناث جريمة في حق الأطفال، مشيرة إلى أنه يسبب الأزمات النفسية التي تؤثر بشكل دائم على البنات.
وذكرت أن العديد من المراجع الدينية في العالم العربي والإسلامي وعلى رأسها الأزهر الشريف ،أكدوا أن ختان الإناث لا علاقة له بالدين الإسلامي الحنيف، موضحة أن الأرقام لا تزال مخيفة في بعض البلدان التي تمارس ختان الإناث.
وأكدت السيدة باخدة، أن الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة يدعم هذه المبادرة التي ستعزز قدرات وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني فيما يخص الدعوة وكسب التأييد والمعالجة الطبية، إضافة إلى التوعية والتحسيس.
وتخلل الحفل التوقيع على مذكرة تفاهم بين وزارة الصحة والاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة والجمعية الموريتانية لترقية الأسرة، مثل الوزارة معالي وزير الصحة، فيما مثل الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة المديرة الإقليمية للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، ومثلت الجمعية الموريتانية لترقية الأسرة، رئيستها.
وبعد حفل الافتتاح والتوقيع، استمع الحضور إلى محاضرة للأستاذ الدكتور الشيخ ولد الزين، عضو هيئة العلماء الموريتانيين، تركزت على الموقف الديني الإسلامي من الظاهرة.
وبعد استراحة الغداء نظمت ندوت صحفية شاركت فيها السيدتان: الأستاذة مريم بنت أحمد عيشه، رئيسة الجمعية الموريتانية لترقية الأسرة، والسيدة فدوى باخدة، المديرة الإقليمية للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، إقيم العالم العربي، وقد ردت السيدتان على أسئلة واستشكالات الإعلاميين الحاضرين.
هذا وتطلع الجمعية الموريتانية لترقية الأسرة، بمسؤوليات صحية واجتماعية مهمة في مختلف أنحاء الوطن وتقيم شبكة علاقات وشراكات مع أهم الهيئات الناشطة في المجال دوليا وإقليميا.
وحضر النشاط والي انواكشوط الغربية والمفوص المساعد لحقوق الإنسان والعلاقات مع المجتمع المدني والممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان، والممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية وعدد من رؤساء وممثلي جمعيات الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة، خصوصا في إفريقيا والعالم العربي، وأعضاء من ممثلي المجتمع المدني وعدد من الأطر والمسؤولين بالوزارات المعنية.