يصادف اليوم، الإثنين 22 نوفمبر ، مرور عام على وفاة الرئيس السابق سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله تغمده الله بواسع رحمته و أسكنه فسيح جناته؛ أول رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية تعددية ومجمع على مصداقيتها في تاريخ موريتانيا حيث تم تنصيبه رئيسا للجمهورية يوم 18 إبريل 2007 في ختام مسار انتقالي حظي بإجماع وطني غير مسبوق، قاده الرئيس الانتقالي الراحل اعل ولد محمد فال تغمده الله بواسع رحمته و أسكنه فسيح جناته .
غير أن الرئيس ولد الشيخ عبد الله لم يتمكن من تطبيق برنامجه الانتخابي الذي نال بموجبه ثقة نحو 53% من الناخبين، إذ تمت الإطاحة به في انقلاب عسكري يوم 6 أغسطس 2008؛ أي بعد عام واحد على توليه مقاليد السلطة؛ وهو الانقلاب الذي قاده ونفذه قائد أركانه الخاصة الجنرال محمد ولد عبد العزيز بعيد إصدار الرئيس مرسوما بإقالته مع أربعة من قادة المؤسسة العسكرية والأمنية الآخرين .
واجه الانقلاب رفضا شعبيا وسياسيا عارما داخل موريتانيا، واعتراضا دوليا على مستوى غالبية المنظمات القارية والعالمية؛ قبل أن يتدخل الرئيس السنغالي السابق عبد الله واد ويكلف وزير خارجيته، يومها، الشيخ التيجاني بتنظيم مفاوضات بين الانقلابيين والجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية المناوئة للانفلاب؛ كللت بتوقيع اتفاق دكار الذي تم بموجبه تمكين الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله من استعادة موقعه رئيسا للجمهورية و يعلن استقالته.