بعد انقضاء 3 أيام من القتل والقلق والمطاردة في فرنسا، برز سريعاً اسم حياة بومدين، التي أصبحت هدفاً لملاحقة الأجهزة الأمنية الفرنسية بعد اختفائها.
وتعتقد الأجهزة الأمنية الفرنسية أن حياة بومدين، وهي زوجة أمدي (حمدي) كوليبالي محتجز الرهائن في متجر يهودي في باريس، هي أحد عناصر مجموعة إرهابية كبيرة.
وكانت الشرطة الفرنسية أصدرت الجمعة تحذيراً من رجل وامرأة "خطيرين" جنوبي باريس، مشيرة إلى أن المرأة (حياة بومدين) متواطئة مع المسلح (أمدي)، الذي قتل شرطية الخميس في منطقة مونروج، كما حذرت من أنها ربما تكون "مسلحة وخطيرة".
والسبب الرئيسي والجوهري الذي يجعل الشرطة الفرنسية تسعى وراء حياة بومدين، البالغة من العمر 26 عاماً، هو أنها ربما تحمل المفتاح الرئيسي للتحقيقات الجارية بشأن العمليات الإرهابية الأخيرة، خصوصاً أن الشرطة تعتقد أنها تتعامل مع خلية إرهابية كبيرة، وبالتالي تهدف إلى منع وقوع هجمات إرهابية أخرى.
وأخذت هذه الخيوط في الاتضاح أكثر فأكثر مع تكشف مزيد من الصلات بين كوليبالي (32 عاماً) والأخوين كواشي، سعيد وشريف.
وتفيد تقارير أن حياة بومدين، الفرنسية من أصول جزائرية، كانت تعيش حياة فتاة منفتحة، ترتدي لباس البحر، قبل أن تبدأ بارتداء البرقع في مايو 2009 بعدما التقت كوليبالي، ثم استقالت من عملها كأمينة صندوق في أحد المحال التجارية قبل أن يتزوجا شرعياً في العام نفسه.
ونشرت في بعض المواقع على الإنترنت صور لكوليبالي وحياة، بلباس البجر ثم بالبرقع.
ووفقاً لوثائق قضائية فرنسية، فقد تنقلا برفقة شريف كواشي وزوجته إلى وسط فرنسا عام 2010، لزيارة المتشدد جمال بغال، الذي صدر عليه حكم بالسجن 10 سنوات لقيامه بهجمات إرهابية.
وفي وقت لاحق حقق مسؤولون في جهاز مكافحة الإرهاب معها بناء على معلومات حول تورط كوليبالي بمحاولة تحرير "مفجر باريس" إسماعيل آيت علي بلقاسم من السجن، حيث أشارت إلى أن زوجها أصبح ملهمها وساعدها على التشدد، ثم صارت تقرأ الكتب الدينية.
ووفقاً لصحيفة "لو نوفيل أوبزيرفاتور"، فقد رفضت حياة بومدين إدانة هجمات القاعدة، وفضلت انتقاد التدخل العسكري الأميركي في دول العالم وفي وسائل الإعلام الغربية.
وسألت المحققين: "عندما أرى المجازر في فلسطين والعراق والشيشان وأفغانستان، وفي أماكن أخرى.. وترسل أميركا طائراتها القاذفة لتقصف هنا وهناك.. من الإرهابي"؟
والربط بين حياة وزوجها أمدي من جهة وعائلة كواشي من جهة أخرى بدأت تتكشف عندما صرح مدعي عام باريس فرانسوا مولان أن حياة بومدين وزوجة أحد الأخوين كواشي تبادلا أكثر من 500 اتصال هاتفي عام 2014.
وأثناء تفتيش منزل كوليبالي عام 2010، عثر على 240 رصاصة من عيار 7.62، بالإضافة إلى أفلام وصور له أثناء رحلة قام بها إلى ماليزيا، ورسائل حول تزوير وثائق رسمية.
وخلال تحقيق مع الشرطة في ذلك الحين كشف كوليبالي أن صلة صداقة تربطه مع شريف كواشي الذي التقاه في أحد السجون، بحسب ما ذكرت صحيفة "جورنال دو ديمانش".