يشارك 20 شخصا من العاملين في مجال الصحافة والإعلام، في دورة تدريبية أطلقتها السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية، اليوم (الأربعاء) في نواكشوط حول الصورة النمطية في الإعلام؛ بإشراف مجموعة من الخبراء المختصين في هذا المجال.
وتهدف الدورة، التي تدوم ثلاثة أيام، إلى الرفع من مستوى معارف الإعلاميين وتعزيز كفاءاتهم، وتذليل الصعوبات والعراقيل التي يواجهونها أثناء التغطية الإعلامية للأحداث.
رئيس السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية د. الحسين ولد مدو، أكد في كلمة له خلال افتتاح الدورة، أن اختيار موضوع الصورة النمطية في الإعلام هو استجابة فورية لما يعانيه الإعلاميون في تغطياتهم لسبب بسيط وهو أن الصورة النمطية بما تمثله من تحذيرات وتحيزات قيمية انطباعية خاصة الصورة النمطية السلبية لا تمثل اجتزاء للواقع لأنه اجتزاء متعسف وإنما كذلك إضرارا بطبيعة التنوير الإعلامي واضرارا بالقيم سواء المتعلقة بأحكام الدين وبالقوانين المعمول بها في بلدنا وبمبادىء المواطنة بشكل عام.
ونبه إلى أن التعاطي مع الصورة النمطية يطرح عالميا ووطنيا إشكالات كبيرة لأن الإعلاميين هم جزء من هذه القاطرة المسؤولة عن نقل الأخبار والمعارف والآراء يساهمون تنويرا وتبصيرا للرأي العام في تعميم الصورة النمطية سواء منها السلبية أوالإيجابية وعندما لا يتملكون ذلك الحس المترتب على خطورة الصورة النمطية، يساهمون من حيث لا يشعرون في عملية تجذير هذه الصورة النمطية وتعميمها والإساءة إلى المستهدفين بها".
وبين ولد مدو أهمية النقاشات التي سيثيرها الإعلاميون والإجابات الشافية التي سيقدمها الخبراء خلال أيام هذه الدورة، التي ستسهم في تبيان المخاطر المترتبة على الصورة النمطية في زيادة الوعي ومخاطرها وتعميم ذلك الوعي من أجل الوصول إلى آليات مستديمة تكفل اليقظة والانذار بالمضامين الاعلامية المرتبطة بها.
وخاطب المشاركين قائلا: "ليس سرا أن الصور النمطية التي تسود محتوياتنا الإعلامية سواء شعرنا بذلك أولم نشعر، هي صور مجتزأة وخاطئة تناقض قيم الدين ومبادئ المواطنة وتمس بمهنية العمل الإعلامي، لذلك ستعايشون خلال هذه الدورة الصور النمطية وستقترحون الآليات لمعرفة هذه الصور كيف تم إنتاجها ولماذا ، كما ستعمدون إلى تفكيك هذه الصورة وتجاوزها وتكريس قيم المواطنة والمقتضيات الشرعية والقانونية وسترون خلال نقاشات هذه الدورة الصور النمطية الكبيرة الموجودة في العالم حيال المهاجرين والدين الاسلامي".