قررت إثيوبيا الشروع اليوم، الأحد، في عملية توليد الطاقة من سد النهضة على نهر النيل، حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤول حكومي في اديس أبابا قوله: “الأحد تبدأ أول عملية توليد كهرباء من السد”.
ويشكل سد النهضة، الذي يتوقع أن يكون أكبر مشروع في إفريقيا لتوليد الكهرباء من المياه، مصدر أبرز خلاف إقليمي منذ أن أطلقت إثيوبيا المشروع سنة 2011.
وفيما عبرت دولتا المصب جارتا إثيوبيا، مصر والسودان، عن تخوفهما من تداعيات السد على أمنهما المائي، تشدد أديس أبابا على أهميته لتوليد الكهرباء والتنمية؛ مبرزة أن هذا المشروع المشروع البالغة تكلفته 4,2 مليارات دولار (3,7 مليارات يورو)، يرمي إلى إنتاج أكثر من 5000 ميغاواط من الكهرباء.
وكانت إثيوبيا تخطط في الأساس لإنتاج نحو 6500 ميغاواط قبل أن تخفض هدفها عقب مفاوضات طويلة مع السودان ومصر. ولم تتوصل المفاوضات التي أجريت برعاية الاتحاد الإفريقي لاتفاق ثلاثي حول ملء السد وتشغيله.
وطالبت القاهرة والخرطوم بتوقف أديس أبابا عن ملء خزان السد إلى حين التوصل لاتفاق. لكن المسؤولين الإثيوبيين يعتبرون ملء السد مرحلة طبيعية من عملية بناء السد ولا يمكن وقفها.
وكان مجلس الأمن الدولي ناقش يوليو الماضي المشروع؛ الأمر الذي عارضته إثيوبيا، واعتبرت بيان المجلس الذي أوصى الدول الثلاث باسئناف المفاوضات، خروجا “غير مفيد” عن المسار بقيادة الاتحاد الإفريقي. لكن مصر تتمسك بـ”حق تاريخي” في مياه النيل تضمنه سلسلة اتفاقات مبرمة منذ عام 1929.
حيث حصلت على حق الفيتو على بناء أية مشاريع على النهر. يذكر أن سد النهضة يقع على النيل الأزرق على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان، ويبلغ طوله 1,8 كلم وارتفاعه 145 مترا. ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع من إثيوبيا بالنيل الأبيض في الخرطوم، ليشكلا معا نهر النيل الذي يعبر السودان ومصر ويصبّ في البحر المتوسط.