قال الشاعر ابو القاسم الشابي يوما :
اسكني ياجراح = واسكني يا شجون
مات عهد النواح = وزمان الجنون
واحل الصباح = من وراء القرون
من هنا تنطلق الاهات والزفرات من هنا يكشف عن ساق الكلمة التي يراد بها وضع بصمة نقد حائرة بين الرفض والقبول كي تبلل ثوبا كان باليا كي تنعت الاصابع ان الحرمان والقهر ما زالا قائمين الا ان تلك الافواه والحناجر والاصابع تحجب عن عيونها عين الشمس كي تغرق في سبات عميق لاتصحو منه الا على اثر وخز الإبر التي تصنعها تلك الايادي ,فقريبا قريبا جدا من امس صرخ فيه اناس ينعتون انفسهم بانهم وراء الركب يزحفون ,لا تسمع اصواتهم فهم سامدون يرددون ذكريات الماضي ويحنون الى مستقبل فيه الاماني والامنيات ,وبعيدا بعيدا جدا من غد فيه ترسم لوحة زاهرة و مشرقة يقفون فهم الغائب الحاضر.
وهنا ايضا قالوا نحن جمع لا يلقى لنا بال فإذا ما اجتمعوا فإذا بقلوبهم شتى أليست فاطمة فال منت اصوينع من شريحة لمعلمين نعم! لا تعجب فما بال الالسنة اليها والعيون الشاخصة فهي كما يعلم الجميع تجمع بين الانتماء لشريحة المعلمين والمعرفة العلمية والحنكة السياسية فماذا اذن هم بها مبصرون ؟
ليس ذلك سوى ظوظاء المتمردين لايهنأ لهم بال ويطمئن.
فإذا كان هناك تهميش ما يدعون صنعته أيادي بشريحة لمعلمين فهم فيه سواء.
فشريحة لمعلمين من بين اجهل المكونات الموريتانيه للمجتمع فالفقر والجهل هما ما يعصفان بها فلما لا يرجعون الى بني جلدتهم في التثقيف بدلا من ان ينتشر حقدهم بينهم حتى تتوزع شظاياه بين افرادهم فيصيبون به مفكريهم ومثقفيهم فتحول عليهم لعنة الحسد ليست بنت اصوينع وغيرها كثر، من من يجدون لهم منصبا في الحكومة الا بعضا منا يشاركنا الافراح والاتراح وان لم يكن على الملأ .
لكن الحق الحق تلك الكأس التي يشرب منها ناقدي مثقفي لمعلمين فتقبل عليهم كأن لم يغنو بالامس فأيتها العاصفة مري مرور الريح تعسفا فثوبك البالي صار نديا واخلدي في مرتع الجد الذي له تصبين ، فليس هناك من معشوق سواك ، كي تزيلي كدرا ، كي تتفضي غبارا ، كي تنسجي حلما ظل عالقا ، فمال تلك الاصوات سوى الحرمان .