قالت صحيفة "الشروق" الجزائرية في عددها الصادر أمس الثلاثاء نقلا عن مصدر وصفته بأنّه "من المقربين جدا لسيف الإسلام القذّافي" بأنّ هذا الأخير "حر طليق ويحظى بحماية خاصة".
وقالت الصحيفة في تحقيق لها بعنوان "الشروق في رحلة بحث عنه في سجون ليبيا" بأنّ سيف الإسلام القذافي الذي اختفى عن الأنظار منذ بداية عملية فجر ليبيا، بل والذي غاب حتى عن مواعيد محاكمته، كان قد إكتفى بإرسال ورقة لم يعرف إن كانت أصلا بخط يده أو لا وإلصاقها على بوابة محكمة الزنتان، يقول فيها أنه لن يخضع أو يحضر إلى أي محكمة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها ليبيا.
وأضافت الصحيفة بأنّ البعض يقول بأنّ ذلك خوفا من قرار قد يكون سياسي ضده ، أما البعض الآخر فيقول إن سيف غير موجود أصلا في منطقة الزنتان.
وقالت مراسلة "الشروق" في تحقيقها بأنّها "قصدت شخصا يعرف هذه القضية جيدا ومن المقربين لسيف الإسلام" -على حدّ تعبيرها.
وأضافت :" الرجل كان صريحا جدا معي ، عندما سألني على من قبض على سيف، فرددت العقيد العجمي العتيري آمر كتيبة ابو بكر الصديق، ليسأل مجددا وأين هو اليوم، قلت له داخل جبهات القتال في العديد من المحاور، ليجيب صدقت، هل تعرفين أن هذا الرجل لم يكن ليغادر مكانه ولم يكن ليتم رؤيته من قبل وحتى أثناء الاشتباكات الأولى في ليبيا لم يكن داخل الجبهات، مضيفا رؤية العجمي اليوم داخل الجبهات وهو من كان المسئول الأول عن حراسة سيف ليس بالأمر العادي".
وتابعت المراسلة بالقول :"هنا سألت مصدري لماذا يردد كلمة حراسة بما أن سيف معتقل، ليرد ضاحكا "ومن قال أن سيف معتقل أو محتجز، لقد كانت لدينا أوامر عام 2011 بإخراج سيف عن طريق الصحراء إلى بلد مجاور وقمنا بكل الترتيبات اللازمة لذلك، لكن نفس البلد وعن طريق أحد المرافقين الذين فرضوا أن يكونوا معنا من جهاز مخابراتهم أخبر الكتائب التي كانت تبحث عنه بمكان تواجده وهنا كانت كتيبة العجمي هي أولى الكتائب التي كانت قريبة من الموقع، سيف تم بيعه بصفقة ولولا تدخل مخابرات تلك الدولة لكنا أخرجناه من هناك"، ليضيف "منذ وقت قريب فقط، طلبت لقاء سيف، طبعا يتم سؤاله إن كان يقبل ذلك أو لا، وبعد أيام رد علي مرافقيه بالموافقة، وفعلا قابلته، وتحدثنا في العديد من المسائل، ولم يكن بيننا أي شخص، صدقيني سيف ليس محتجزا إنما هو اليوم يعتبر الصفقة الكبيرة الرابحة والمربحة في الجهة الغربية، بل وصاحب الفضل في جلب العديد من الشخصيات والدول التي تدعم نفس المنطقة اليوم".
وأكّدت مراسلة "الشروق" بأنّ "معلومات مصدرنا كانت جد خطيرة ولا يمكننا ذكر المزيد منها، لأنها تبقى أسرار دولة، لكن في الأخير اكتشفنا انه وبنسبة كبيرة جدا يمكن أن يكون سيف قد حول إلى دولة أخرى حليفة اليوم في معادلة الحرب الدائرة" على حدّ تعبيرها.
وكان سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي قد ألقي عليه القبض جنوب البلاد أواخر العام2011 على يد كتيبة تابعة للزنتان ،وتم ترحيله الى المدينة الجبلية غربي البلاد.