بحصول التحالف الانتخابي الذي يضم اليسار و انصار البيئة والسيارات المتطرف؛ والذي يقوده جان لوك ميلنشون على نسبة 25.66 % من أصوات الناخبين حسب النتائج الرسمية لتشريعيات الأحد الماضي، مقابل 25.75% لحزب "النهضة" الحاكم وحليفيه "موديم" برئاسة الوزير السابق فرانسوا بايرو و"أفق" الذي أسسه إدوار فيليب رئيس الوزراء بين مايو 2017 و يوليو 2020، تُرجح توقعات معهد "إيبسوس" لاستطلاعات الرأي أن يفوز تحالف اليسار، "فرنسا الأبية" و"الحزب الاشتراكي" و"الحزب الشيوعي" و"البيئة"، بما بين 189 و219 مقعدا في البرلمان المقبل الذي ستتحدد تشكيلته النهائية الأحد المقبل، مقابل 255 إلى 299 مقعدا بالنسبة للائتلاف الرئاسي.
غير أن ما تخفيه هذه الأرقام، هو تأكد تسرب أفكار وأطروحات اليمين المتطرف داخل المجتمع الفرنسي من خلال الفوز الكبير والمكسب التاريخي الذي حققه "التجمع الوطني" بزعامة مارين لوبان، حيث تعززت قاعدة الحزب، المعروف بأفكاره المناهضة للإسلام والمسلمين، والهجرة، بخمس نقاط (18.68 بالمئة من الأصوات مقابل 13.2 بالمئة) و1.2 مليون صوت بين انتخابات 2017 و2022.
ولذا من المتوقع أن يتراوح عدد نواب الحزب، بعد الجولة الثانية، بين 20 و45 (مقابل 8 نواب في 2017)، ما يرشحه لتشكيل كتلة برلمانية يستغلها كمنبر للترويج لأيديولوجيته المعادية للهجرة وللاتحاد الأوروبي.
وسارعت مارين لوبان لإعلان الفوز في الانتخابات التشريعية إذ قالت صباح الثلاثاء على أثير راديو "أر تي أل" الخاص إن "التجمع الوطني" هو "في الحقيقة أول حزب في فرنسا"، مستشهدة بأن الائتلاف الرئاسي "يضم ثلاثة أحزاب" وتحالف اليسار "أربعة".
واعتبرت بأن حزبها يعيش "حركية" لا يعرفها أي من منافسيه في البلاد، متوعدة الرئيس ماكرون بـ"معارضة شرسة".
وكما كان يفعل والدها جان-ماري لوبان مؤسس الحزب اليميني المتطرف الذي تحولت تسميته في 2018 من "الجبهة الوطنية" إلى "التجمع الوطني"، استخدمت مارين لوبان مصطلحات صادمة لأجل تعبئة مناصريها في الجولة الثانية.
فقد اتهمت حزب ماكرون بأنه دعا [في حال تنافس مرشحي اليمين المتطرف مع مرشحي اليسار إلى التصويت لمن "يتظاهرون مع الإسلاميين ويهتفون ’الله أكبر‘، ومن "يريدون المصالحة مع الإرهابيين ويرفضون القول ’تحيا فرنسا‘".
وتابعت قائلة: "إذا فشلنا في تشكيل كتلة برلمانية قوية، فستغيب عن النقاش قضايا الهجرة المفرطة وانعدام الأمن".