يتعيّن على الحواضر العريقة ، إذا ما أرادت أن تحافظ علىرياديتها الحضارية والثقافية والاقتصادية ، أن تعزز أيضا منمكانتها على الخارطة السياسية للبلاد ،من خلال الدفع بكفاءات شابةو متعلمة إلى واجهة المشهد السياسي كممثلين ونواب لتلك الحواضر لدىالمؤسسات النيابية والتشريعية ، بغية إسماع صوتها بوضوح وطرحمشاكلها على الجهات المعنية ودوائر صنع القرار بشكل مقنع وأمين .إن مقاطعة قرو بما تمثله من زخم اقتصادي مرموق وموقع استراتيجيمتميز وإشعاع حضاري مشهود ... بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضىإلى تعزيز حضورها السياسي بما يتناسب ووزنها وتنوع وثراء مكونتهاالاجتماعية .
وتشكل فرصة تجديد مقعد شيخ هذه المقاطعة مناسبةهامة لاختيار من تتوفر فيه الكفاءة العلمية والدينامكية السياسيةمن شباب هذه المقاطعة العريقة . ولعل من مصلحة جميع الأطرافالفاعلة في المقاطعة التوصل إلى توافق مع حزب الاتحاد من أجلالجهورية يفضي إلى التغيير المطلوب ،
دعما وتشجيعا لثقافة التناوبالتي تعتبر من أهم مرتكزات الديمقراطية ، كما أن من شأن ذلكالتغيير المنشود إتاحة فرصة أكبر لبعض المكونات والكتل الاجتماعيةوالتجمعات السكانية الكبرى كي تجد ذاتها وتُتاح لها فرصة خدمةمقاطعتهم التي يدين لها الجميع بالحب والولاء .ويكاد المراقبون والمهتمون بالشأن القروي يجمعون هذه الأيام على أنالمرشح الشاب محمد الأمين ولد الدّدّه ولد أحمد درْكل ربما يمثلالخيار الأنسب و الأمثل لمقاطعة بحجم مقاطعة كرو ، لما يتمتع به منتوافق اجتماعي ؛ مرده عمق انتمائه للمكان ، والسمعة الحسنة التييتمتع بها ، هذا بالإضافة إلى نضج تجربته السياسية و رصيده الثقافيوالمعرفي الكبير بصفته يحمل مؤهلا جامعيا عاليا في العلومالقانونية والإدارية وإتقانه ثلاث لغات عالمية (العربية و الانجليزيةوالفرنسية ) ، ما يجعل منه الرجل الأنسب في المكان المناسب .
ويُعتقد على نطاق واسع بأن الحزب الحاكم سيجد حتما في المرشحولد أحمد دركل جميع المعايير والاشتراطات المطلوبة من قبيل الكفاءةالعلمية و التوافق الاجتماعي المتمثل في إجماع أهم المكوناتالسياسية والاجتماعية وكذا السلطات المحلية .ولعل من الأهمية بمكان أن يراعي الحزب الحاكم المعطى السكاني والاجتماعي والتوازنات المحلية ، التي يدخل في صميمها إعطاء بلدية كامور، التي ظلت على الدوام وفية للحزب و مدينة له بالولاء السياسي ومن أهم داعمي خياراته ، فرصة انتخاب شيخ من أبناء هذه البلدية تثمينا لرصيدها النضالي وتقديرا لساكنتها التي قدمتأفضل الأمثلة في الوفاء والثبات على القيم و المبادئ الحزبية .إن تجديد الطبقة السياسية وإشراك الشباب المتعلم والتمكين له منخلال ضح دماء شابة ومثقفة في المؤسسات التشريعية و الدوائروالحكومية ومساعدته في تمثيل التجمعات السكانية ، تعتبر كلها من الثوابت الأساسية في الخطاب السياسي لرئيس الجمهورية محمد ولد عبدالعزيز ، كما تشكل جزءا هاما من تعهداته خلال اللقاء الشبابيالماضي ، فهل يسهم حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في ترجمة أقوالالرئيس إلى أفعال ؟ ..
وهل سينصف الحزب بلدية كامور وينزل عندرغبة ساكنة مقاطعة كرو التائقة للتغيير الشامل والتمثيل المقنع؟ .. نتمنى ذلك ، وبالله التوفيق .
بقلم / أحمد ولد السالم . [email protected]