يمكن أن يوصف ولد سعيد ولد عبد الجليل أنه نابغة لغن الحساني لسببين: أنه لم يقرض "لغن" إلا بعد أصبح رجلا، والثاني لجودة "اغناه" فقد نبغ فعلا فيه، وهذان هما سببا لقب زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني بالنابغة..الغريب أن النابغة في أشهر قصائده (الدالية أو المعلقة) يشترك مع ولد عبد الجليل في "متلازمة" المرارة بعد الحلاوة، وذلك ما يوضحه النابغة بما حل بدار مية بين علياء الجبل وسنده!
يقول ولد عبد الجليل في لبتيت التام:
گط الى عاد الدهــــر اثْقال/ خُظْتْ اخْمِسْتْ اشهر بالتعدالما نمشِ عن لخيــــام اُظال/
كل انهار امع منــــــت البــــــارفَوّتْنَ لكْصارْ ابذَ الـــــــــــحالْ/ افات ارمضـــــــــان اُلَفْـــــــطار
يغيـــــــــــــر الدني غــــــدّارَ / نكرِ حد اِلــى رَ لِغْيـــــــــــــارْمن وصف احلُ فيهَ مـــــــــارَ / وصف اكثـــــــر منُّ من لمرارْ
ولد عبد الجليل هو صاحب كاف لبتيت الشهير :
منادم ما شاف التنشاف / اعل منت البار اعـل نار تنشّف خلتها ما شـــاف/ التنشاف اعل منت البار
تلك نشوة أعقبتها مرارة !!
ليس ولد عبد الجليل بدعا من "لمغنين" في هذه المتلازمة (المرارة بعد الحلاوة)، لقد شاطره أَرَبَانْ ول اعْمَرْ ول مَحَّمْ نفس الشعور في طلعته الشهيرة من لبتيت الناقص:
هذا الدهر اتفو بيه / مارتْ عنو غــــــدّارمارت ما تورَ فيـــــه / حلاوَ ما تِمْــــــــرارْ
خظت اعلَ دارْ اليوم / أهل أيَّ يالقيـومشفت أكًومْ التيدوم / لِمْسَهْوِ كان الدارمحروك ؤعاد احمومْ / سبحانك يالقـهارمَعْوَدْ حَرَّاك أكًــــومْ / ماهُ فاهم لَخْبـــارْ!
يبدو أن لاربان ربوعا أخنى عليها الذي أخنى على لبد هي الأخرى بعد أيام وصل جاد بها الدهر:
فرعْ اجَّرْكْ الْ مَسْيَلْ لِعْبَـــــارْ / الل فيه اجَّرْكْ ولَحْـــجــــارايْجُوهْ امْسَايلْ من حِــــمَّارْ / لَحْرَشْ،ذاكْ الْمَسْيَلْ نبقيهبِيَّ نعرف فيـــــــــــه آنَ دار / نَعْرَفَّ فِالدَّهْرْ اتغلــــــــــــيهْاحْسَنْ بِيهَا ذا الدهر وصَدْ /اكًبَـــــلْ، غيرْ الدهر أتفو بيهما يَحْسَــنْ بَايَّام اعلَ حدْ / ما بَايَّامْ اخْرَ ساءْ اعليـــــهْ!
عملاق الأدب الحساني الشيخ ولد مكي رحمه الله كان له نصيب من هذه المرارة .. ارتبطت هي الأخرى بربوع خالية، يقول في لبتيت الناقص:
ذِ دارْ ابْعَيْرَبَـــاتْ/اخـْـلاتْ امْنْ الحَيّـاتْأ ذِ دارْ امْـگَيْرناتْ /
اخـْـلاتْ امْنْ الحَيَّوذوك الوَكـْرْ ادْيَارَاتْ/ وازْوَيــرتْ دَمْپـــيّذِيكِيَّ واصْلْ اخـْـلاتْ/ امْنْ الحَيَّ هيَّ
واذّرْذرْ صَدْرْ الـــوادْ/ وامْنْ الـْـمَ لَــــوْدِيّيبْستْ واعْگُوبتْ زادْ/ الدّنـْــــيَ ذِيـكيَّ
ولعل أسوأ صور هذه المرارة هو ما تجرّعه الفارس "الصعلوك" ابراهيم ولد ابراهيم في محنته العاطفية التي سرد حلقتها الأخيرة في رائعته المؤلمة من لبتيت التام:
يُلْطُفْ بِيَّ يَوْمْ انَصْبَحْ / فِي اوكَيْرْ الِّ بِغْرَامُ شَحْادْبَشْ لِكْيَاطِينْ امْطَرَّحْ/ مَزّالُ فَعْــــــگابْ الْكُلْـفَتِتْخَالِفْ دَيَّـــــارِتْ لِبْلَحْ/ فِي الزَّوالْ اتْگلْ الْخَلْفَيِرْگبْ نَوْ اكْبِيرْ امَّــــــرَّحْ/ والْبـــــَرَّاكَ تَحْـــتُ رِدْفَإلِّ إكُولْ انْ النَّوْ اصْلَحْ / والِّ إكْولْ ان النَّوْ اًصْـفَ
لُطْفَكْ يَاعظِـــــِيمَ الْجَاهِ / مَغْلاَكْ أوكِيرْإبَانْ احْفَأومَعْوَدْ غَـــــــلاَّيُ مَلاَهِ/ تِشْـــتَدْ امْن أخْبَارُ نتْفَ
لطفك يا عظيم الجاه!