طلب مني أحدهم أن أعطيه رأيي بكل تجرد في السنوات الثلاث الماضية من حكم الرئيس محمد أحمد الشيخ الغزواني
فقلت: لقد كان السقف عاليا والتوقعات كبيرة لأن الكل كان يعرف أن الرئيس مرشحا للنظام القائم وعارفا بخفايا الأوضاع والكل ينتظر منه التغيير البناء الهادئ لأن التغيير القادم من الداخل أفضل وأيسر مما سواه وقد زاد من هذه التوقعات خطاب الترشح في ملعب شيخا بيديا الذي أظهر الرئيس فيه كثيرا من الموضوعية وفهما عميقا للتحديات.
بدأت الخمسية بمد يد المصالحة للمعارضة بجميع أطيافها وقد نجح الرئيس إلى حد بعيد في نزع فتيل التناحر الداخلي وقضية الإثنية المقيتة التي كانت تهدد كيان الدولة وإنه لعمري إنجاز يذكر فيشكر كما أن العمل الإجتماعي الموجه للطبقات المحتاجة في المجتمع اتخذ طابعا علميا وسلسا لأول مرة حيث صارت الدولة تملك قاعدة بيانات واضحة لجميع الأسر المتعففة وصارت ترسل تحويلات نقدية شبه منتظمة وعلى حسابات رقمية لجميع المستهدفين وما الإنشاء الأخير لصندوق التأمين إنصاف وقبل ذلك تأمين 100 ألف أسرة دفعة واحدة إلا تجل لنجاعة سياسة الحكومة في الميدان الإجتماعي...
وجاءت أزمة جائحة كورونا العالمية التي أصابت المنظومة الدولية بالهلع والحيرة وأوقفت الطائرات وجعلت الكل يبحث عن الحماية لشعبه وينسى الإستثمار وهذا الأخير هو الذي يحرك الأمم إلى الأمام ويبعث الأمل في الشعوب. وللأمانة فقد قامت بلادنا بما يلزم في مواجهة هذه الجائحة العالمية على مختلف الأصعدة الصحية والاجتماعية وقد نجحت في ذلك كما أن من انعكاساتها الإيجابية على الدولة هو توقف خدمة الدين العام وتوالي الهبات والعطايا المجانية من أجل دعمنا اقتصاديا وصحيا.
إن ما ينقص النظام الحالي هو الإستثمار في المشروعات الكبيرة grands travaux التي ستطمئن المؤيدين وتسكت المعارضين وتفتح أملا مرئيا للجميع بتوفير فرص الشغل للشباب وتنمية مستديمة للبلد وتجعل الرأي العام متحدا للدفاع عن مستقبله المنظور ونرجو أن يكون الإعلان الأخير عن اتراموي انواكسوط Nouakchott Tramway و الذي طالبنا به مرارا على هذه الصفحة بداية سياسة استثمارية طموحة طال انتظارها... وهنا لا بد من التنويه بما ينتظره المواطنون من الإستثمار في الميدان الزراعي على الضفة وفي السدود وكذلك الإلتزام بسياسة ناجعة في ميدان التعدين والصناعات التحويلية لمعادننا كصناعة الصلب والذهب والنحاس.
إن سياسة التكوين العلمي والمهني لابد للحكومة أن تنفذها في أسرع وقت ممكن كي نضمن للشباب مهنا مدرة للدخل ونؤمن مستقبل البلد بيد عاملة مدربة وشباب مشغول عن التسكع في الشوارع والجريمة.
السياسة الإعلامية هي الأخرى تحتاج إلى كثير من التطوير حيث تعطي للشعب صورة ذهنية عن حاكميه وتعطي للحاكمين صورة واقعية عن الشعب حتى لايبقى البعض في أبراج عاجية والآخرون في شوارع تغمرها المياه مع أول قطرات موسم امطار واعد. إن شرب الشاي مع البسطاء وزيارة الجامعة للقاء الطلبة والتجول في الأسواق ومحادثة العامة على قارعة الطريق لهو أمر بسيط و يمكن أن يغير انطباع كثير من الناس...
أطلب من رئيس الجمهورية في نهاية هذه التأملات أن يأمر الجهات المختصة باعتماد نظام الخدمة الوطنية Service National فورا من أجل صهر جميع مكونات شعبنا في بوتقة واحدة بتأهيله وتدريبه مهنيا وعسكريا كما أطالب ببعث نظام الكفالات المدرسية Internat مع بداية السنة الدراسية الجديدة حتى نضمن تمدرس أكبر عدد من أبناء وطننا والله الموفق.
يبقى الأمل موجودا والخير في الشباب
طاب يومكم
سيدي الشيخ